Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها

 

مع الحديث الشريف

 

باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي” بتصرف” في “باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها”

حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ، عَنْ أَبِي الْخَيْرِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَار:ِ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ قَالَ: الْحَمْوُ الْمَوْتُ”.

قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْحَمْوُ الْمَوْتُ)، قَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: الْحَمْوُ أَخُو الزَّوْجِ، وَمَا أَشْبَهَهُ مِنْ أَقَارِبِ الزَّوْجِ: ابْنُ الْعَمِّ وَنَحْوُهُ. اتَّفَقَ أَهْلُ اللُّغَةِ عَلَى أَنَّ الْأَحْمَاءَ أَقَارِبُ زَوْجِ الْمَرْأَةِ كَأَبِيهِ، وَأَخِيهِ، وَابْنِ أَخِيهِ، وَابْنِ عَمِّهِ، وَنَحْوِهِمْ. وَالْأُخْتَانِ أَقَارِبُ زَوْجَةِ الرَّجُلِ. وَالْأَصْهَارُ يَقَعُ عَلَى النَّوْعَيْنِ.

وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الْحَمْوُ الْمَوْتُ) فَمَعْنَاهُ أَنَّ الْخَوْفَ مِنْهُ أَكْثَرُ مِنْ غَيْرِهِ، وَالشَّرُّ يُتَوَقَّعُ مِنْهُ، وَالْفِتْنَةُ أَكْثَرُ لِتَمَكُّنِهِ مِنَ الْوُصُولِ إِلَى الْمَرْأَةِ وَالْخَلْوَةِ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُنْكَرَ عَلَيْهِ، بِخِلَافِ الْأَجْنَبِيِّ. وَالْمُرَادُ بِالْحَمْوِ هُنَا أَقَارِبُ الزَّوْجِ غَيْرُ آبَائِهِ وَأَبْنَائِهِ. فَأَمَّا الْآبَاءُ وَالْأَبْنَاءُ فَمَحَارِمٌ لِزَوْجَتِهِ تَجُوزُ لَهُمُ الْخَلْوَةُ بِهَا، وَلَا يُوصَفُونَ بِالْمَوْتِ، وَإِنَّمَا الْمُرَادُ الْأَخُ، وَابْنُ الْأَخِ، وَالْعَمُّ، وَابْنُهُ، وَنَحْوُهُمْ مِمَّنْ لَيْسَ بِمَحْرَمٍ. وَعَادَةُ النَّاسِ الْمُسَاهَلَةُ فِيهِ، وَيَخْلُو بِامْرَأَةِ أَخِيهِ، فَهَذَا هُوَ الْمَوْتُ، وَهُوَ أَوْلَى بِالْمَنْعِ مِنَ الْأَجْنَبِيِّ لِمَا ذَكَرْنَاهُ.

وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ في الحمو الموت: هِيَ كَلِمَةٌ تَقُولُهَا الْعَرَبُ، كَمَا يُقَالُ: الْأَسَدُ الْمَوْتُ، أَيْ لِقَاؤُهُ مِثْلُ الْمَوْتِ. وَقَالَ الْقَاضِي: مَعْنَاهُ الْخَلْوَةُ بِالْأَحْمَاءِ مُؤَدِّيَةٌ إِلَى الْفِتْنَةِ وَالْهَلَاكِ فِي الدِّينِ، فَجَعَلَهُ كَهَلَاكِ الْمَوْتِ، فَوَرَدَ الْكَلَامُ مَوْرِدَ التَّغْلِيظِ. قَالَ: وَفِي الْحَمِّ أَرْبَعُ لُغَاتٍ إِحْدَاهَا، هَذَا حَمُوكَ بِضَمِّ الْمِيمِ فِي الرَّفْعِ، وَرَأَيْتُ حَمَاكَ، وَمَرَرْتُ بِحَمِيكَ.

أيها المستمعون الكرام:

لقد آن الأوان لأن يفقه المسلمون أحكام دينهم، فكثيرا ما نسمع عن مشاكل وعن جرائم بسبب عدم الالتزام بهذا الحديث، فكم من رجل طلق امرأته بسبب اكتشافه خيانة زوجته مع أخيه؟ وكم من رجل تهدّم بيته وشرّد أبناؤه بسبب ذلك؟ وإذا ما تحدثت مع أحدهم، وذكرت له الحديث “الحمو الموت” أصبحت أنت موضع الاتهام، وأصبحت في نظر الناس ذا نفسية مريضة تشك حتى في أقرب الناس إليك “أخيك”. وإذا أرادوا أن يكونوا محترمين معك، فسيقولون: إنه ليس غريبا، إنه ابن عمها مثلا أو غير ذلك. وبالطبع يصمون آذانهم عن الجرائم المرتكبة بسبب عدم اكتراث الناس بهذا الحديث. وإذا ذكرت جريمة ما بسبب عدم الالتزام بهذا الحديث، فالمشكلة بصاحبها ونفسيته المريضة. وهي حالة لا يقاس عليها سائر المجتمع. رحماك يا الله…رحماك يا الله… أرأيتم أيها المسلمون أين وصل بنا الحال؟ أرأيتم بعدنا عن دين الله؟ وبعد ذلك، يتساءل البعض لماذا أصبح حالنا سيئا هكذا؟

أيها المسلمون: لا شك أن ما وصلنا إليه إنما كان بسبب تطبيق شريعة غير شريعة الله، شريعة الكفر والإلحاد، شريعة الغاب التي تقول: خذ ما استطعت، ولكن احذر أن يراك القانون.. لذلك وجب علينا أن نعمل لإزالة هذه القوانين الوضعية البغيضة، التي خالفت فطرة الإنسان، فأهلكته. وحتى تزال هذه القوانين، لا بد من إزالة الحكام الذين ألزموا الناس بها، حتى أصبحت جزءاً من حياتهم. وهاكم قطار الثورة على الحكام قد انطلق، فإياكم أن تتركوه دون الركوب بإحدى قاطراته، أو أن تحجزوا لكم فيه مقعدا. فهو سائر بكم أو بدونكم، فلا تضيعوا أجر العمل، لا تضيعوا أجر العمل، فهذا الأجر العظيم، يأتي مرة واحد في الحياة.

اللهم اجعلنا من العاملين المخلصين لإعزاز هذا الدين، وعودته إلى واقع الحياة من جديد، اللهم آمين آمين.

مستمعينا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.