التعذيب في أوزبيكستان ليس من المحظورات في القانون (مترجم)
في 8-9 من تموز تم الموسم الـ 114 لجمعية الأمم المتحدة عن حقوق الإنسان في أوزبيكستان. في جلسة الاستماع حضر ممثلو الحكومة الأوزبيكية المكون من 4 أشخاص والذين أجابوا عن 29 سؤالاً طرحها عليهم 18 خبيراً مستقلاً.
\n
وقد شارك في الوفد مسؤولون من مستويات مختلفة: إسلام جاسيموف من النيابة لعامة، يفجيني لانكيفيتش من التنفيذ القضائي التابع لوزارة الداخلية، شاخنوزا ياكوبجانوفا من وزارة العدل، وديلنوزا موراتوفا من المركز الوطني لحقوق الإنسان.
\n
أحد الأسئلة التي طرحت تعلق بموضوع التطهير الإجباري لدى النساء في أوزبيكستان. برنامج التطهير الإجباري معمول بها من عام 1999 وتم تطبيق هذا البرنامج على آلاف النساء في أوزبيكستان. مراسلة البي بي سي في آسيا الوسطى نتاليا أنتاليفا قدمت في كانون الأول من عام 2013 في نيويورك وواشنطن تقريراً مفصلاً بالأدلة عن التطهير الإجباري لدى النساء في أوزبيكستان. في البلد يوجد (برنامج خاص) لتطهير النساء الذين يعملون إلى هذا اليوم. على هذا السؤال أجاب رئيس إدارة النيابة العامة الأوزبيكي لحقوق المواطنين إسلام جاسيموف قائلا (النساء في أوزبيكستان لا يتم تطهيرهن).
\n
في خضم النقاش طرحت أسئلة عن انتهاك حقوق المسلمين؛ منع النساء من لبس الحجاب في الأماكن العامة، ومنع إطلاق اللحى، وإغلاق المساجد وغيرها الكثير. والتي أجاب عليها رئيس البعثة الأوزبيكية منكِرا وجود هذا الأمر قائلا: (لا تتم أي ملاحقات للمسلمين في أوزبيكستان).
\n
وسؤال خبراء الأمم المتحدة عن موضوع اختطاف اللاجئين الأوزبيك في أراضي دول الاتحاد السوفيتي المستقلة واكتشاف وجودهم في السجون الأوزبيكية، تكلم عنه إسلام جاسيموف بأنه منطق غير متطابق. وقال المسؤول: (إن روسيا وكازاخستان تقومان بترحيل المتهمين بناء على اتفاقية مينسك).
\n
منذ أمد قريب صرح مدير جمعية موسكو لحماية الحقوق (أردام) السيد باخروم خامرويف لراديو (أوزودليك)، أن جثة دجافليديين جانيفا المختطف في أيلول 2014 من المعتقل في روسيا تم اكتشافها في سجن في أوزبيكستان. وفي 9 حزيران 2014 تم اختطاف ماريسوبير حامدكرايف في موسكو وهو لاجئ من أوزبيكستان وقد تمت محاكمته في طشقند، وقد تم الحكم عليه بالسجن لمدة 8 سنوات.
\n
الأسئلة تطرح نفسها بنفسها. فهل تسمح (اتفاقية مينسك) باختطاف الرعايا من أراضي دول أخرى؟ ونقل الناس عبر حدود دولة بالطائرات بدون وثائق وبدون إرادتهم؟
\n
معلوم للجميع أن المعتقلين في أوزبيكستان يتم تعذيبهم بوحشية وهناك الكثير من الحوادث التي على إثرها مات أشخاص تحت التعذيب. على سؤال كيف تقوم السلطات بحل هذه المسألة وهل تنوي التوقف عن التعذيب في السجون؟ أجاب إسلام جاسيموف: (استخدام التعذيب في أوزبيكستان بشكل مباشر ليس محظوراً على المستوى القانوني، إلا أنه محظور على المستوى الدستوري).
\n
إننا نستلم بشكل مستمر جثثَ إخوانِنا مشوهةً نتيجة التعذيب. والسلطات المختصة تجبر الأهالي أن يسرعوا في مراسم الجنازة ودفن جثة المتوفى. وسجلت حوادث عن الضغط على الأهالي لكي يدفنوا الميت بدون صلاة جنازة حتى لا يعلم أحد عن موته.
\n
وكالة الأخبار (جاخون) لدى وزارة الخارجية الأوزبيكية علقت على الأمر: بشكل عام، في مسار النقاشات التي أقيمت في جوٍّ بنّاء، تم إيجابيا تقييم الإجراءات المتخذة في أوزبيكستان لتوطيد القواعد القانونية والدستورية لتحقيق الحماية لحقوق وحرية الإنسان وتم تأييد الدعم للمجهود المستقبلي لتحسين التجارب الحقوقية المتخذة. في مسار اللقاءات التفاعلية عن مواضيع متعددة في مجال حقوق الإنسان مع بعثة جمهورية أوزبيكستان، وقد أعطوا إجابات شاملة على أسئلة أعضاء الجمعية ولوحظت الجاهزية للتطوير المستقبلي للحوار البناء والتعاون مع أعضاء الأمم المتحدة المتوافق عليهم.
\n
هذا الاجتماع كان أنسب تشبيه له بأنه مسرحية. ممثل سلطة كريموف أنكر بوقاحة حقائق إجرام السلطات ضد الناس، والمجتمعون من جمعية الأمم المتحدة بصمت كتبوا كل الحوار. المحامون والقانونيون من أوزبيكستان كانوا محبطين مما حصل فهذا الاجتماع كان أملهم لإحداث أي تغيير ولو كان بسيطاً في أوزبيكستان.
\n
ولكن العبرة هي أنها مرت سنوات طوال قام مسلمو أوزبيكستان ودول أخرى باللجوء إلى الغرب للمساعدة، فكم من صحفي وقانوني توجهوا بتقاريرهم إلى الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا؟ فماذا تغير؟ لا شيء!
\n
الولايات المتحدة، وبريطانيا، وفرنسا وألمانيا يتحدثون عن حقوق الإنسان، ولكن في الواقع هم لا يفعلون شيئا في هذا الاتجاه. اليوم عندما تحتاج الولايات المتحدة إلى ممر لإخراج قواتها من أفغانستان فإنهم يسكتون وسيبقون ساكتين عن جرائم كريموف. كل ما يهم دول الغرب هو مصادرنا الطبيعية والمواقع الاستراتيجية المهمة. هم لا يهتمون لما قد يحصل لشعوبنا فالوقت والحقيقة يثبتان هذا الأمر.
\n
لتغيير الواقع في أوزبيكستان فإننا نحتاج إلى تغيير سياسي. سياسة نظام كريموف مبنية على العلمانية، وسياسة الدول الغربية مبنية أيضا على العلمانية.
\n
والمحصلة من هذا الأمر أنه لا نظام كريموف ولا دول الغرب قادرون على أن يحلوا المشاكل التي تواجه المسلمين في أوزبيكستان وذلك لأن أهل أوزبيكستان مسلمون وديننا هو الإسلام.
\n
سياسة الإسلام مبنية على مزج المادة بالروح، أي أن المشاكل في حياة الإنسان يجب أن تحل على أساس الخطاب الرباني؛ القرآن والسنة قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا﴾ وقال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.
\n
ولكن اليوم لا يوجد دولة قائمة على أساس كتاب الله وسنة نبيه، وهذا يعني أنه لا أحد يحل المشاكل التي تواجهنا، لذلك ما دمنا لا نعمل لإعادة هذه الدولة، وما دمنا لا نعمل لإقامة السلطة التي تحكم بشرع الله على أساس القرآن والسنة فإننا سنعاني، وسيعتقلوننا ويعذبوننا حتى الموت. قال تعالى في كتابه العزيز: ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
\n
إن التغيير يتم فقط عندما نقوم باتباع القيادة الصحيحة في الحياة. فلو أننا نوجه طاقاتنا ومساعينا إلى الأمور الخيرة التي توافق القرآن والسنة، فإنها ستأخذنا إلى طريق النجاة والرقي في هذا العالم وفي عالم المستقبل وقد وعدنا الله بهذا: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
إلدر خمزين
عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
\n
\n