مع الحديث الشريف
باب في فضل العشر الأواخر من شهر رمضان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في حاشية السِّنْدِيِّ، في شرح سنن ابن ماجه “بتصرف”باب في فضل العشر الأواخر من شهر رمضان”
حدثنا محمدُ بنُ عبدِ الملك بنِ أبي الشوارب وأبو إسحاقَ الْهَرَوِيُّ إبراهيمُ بنُ عبد ِالله بنُ حاتم قالا: حدثنا عبدُ الواحد بن ُزياد حدثنا الحسنُ بنُ عبيدِ الله عن إبراهيمَ النَّخْعِيِّ عن الأسودِ عن عائشةَ قالت: “كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد ف يغيره”.
إن هذا الحديثَ يَدُلُّ على مشروعيةِ الاجتهادِ في العبادةِ في العَشْرِ الأواخرِ من رمضانَ، وعلى إحيائِها بالعبادة، بل وعلى إيقاظِ الأهلِ فيها، لِمَا في ذلك من خيرٍ وثوابٍ. كما جاء في روايةِ عائشةَ رضي الله عنها: “كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-إذا دخلَ العَشْر ُ أحيا الليلَ، وأيقظَ أهلَه وجَدَّ، وشَدَّ الْمِئْزَرَ”. وهنا نَذْكُرُ أنَّ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – كانَ يعتكفُ هذهِ العَشْرَ، ثم اعتكفَ أزواجُهُ من بعدِهِ. وهذه إشارةٌ إلى جوازِ اعتكافِ النساءِ بإذنِ أزواجِهِنَّ، لما في ذلك من خيرٍ عَميمٍ.
أيها المسلمون: لقد انقطع اعتكافُ النساءِ هذهِ الأيامَ في المساجدِ؛ بل انقطع اعتكافُ الرجالِ، فالمساجدُ تُغْلَقُ في كثيرٍ من بلادِ المسلمين بعد صلاةِ التراويحِ، فلا اعتكافَ ولا ثوابَ. وأصبحتِ العَشْرُ الأواخرُ عَشْراً للراحةِ بعدَ صِيامِ ثُلُثَيِ الشهرِ عند بعض الناس؛ بل أصبحت أياماً للبيعِ والشراء، ومداهمة الأسواق،. هكذا أراد الحكام في دنيا المسلمين، هذه العشرَ من رمضان، “قِسْطاً للراحةِ بعد عَناءِ الصيامِ”. ولكن والحمد لله، فقد أدركت الأمةُ ما يُرادُ بها، وأصبح الإسلامُ هو المحركَ لها، وأدركت من هو عدوُّها. فوقفت في ساحات التغيير، تهتف بصوت واحد “الأمة تريد، خلافة من جديد”، فالحمد لله رب العالمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.