جانب من سياسة رسول الله .. تعامله مع المنافقين ح6
\n
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ كُنَّا فِي غَزَاةٍ قَالَ سُفْيَانُ يَرَوْنَ أَنَّهَا غَزْوَةُ بَنِي الْمُصْطَلِقِ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَالِلْمُهَاجِرِينَ وَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَالِلْأَنْصَارِ فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ قَالُوا رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ كَسَعَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ فَسَمِعَ ذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولٍ فَقَالَ أَوَقَدْ فَعَلُوهَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ فَقَالَ عُمَرُ يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ لَا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ وَقَالَ غَيْرُ عَمْرٍو فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَاللَّهِ لَا تَنْقَلِبُ حَتَّى تُقِرَّ أَنَّكَ الذَّلِيلُ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَزِيزُ فَفَعَلَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
\n
• إن من سياسته صلى الله عليه وسلم في هكذا حال أن لا يؤلب عليه الرأي العام لكن كيف يكون ذلك وهم منافقين؟؟
\n
ظل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ما يقارب تسع سنوات وهو يعلم وجود المنافقين، ولم يغير مواقفه، ولم يأخذ أحدا بالظن، ولم يحكم على أحد بغير أدلة ظاهرة واضحة للعيان، ولم يقضِ بعلمه فيهم.
\n
ولكن إذا ثبتت جرائم المنافقين ووضحت للجميع يمكن عندها للحاكم أن يعاقبهم بالعدل أيضا، ولا يخشى على وحدة الصف الداخلي، فكان من الضروري أن يتجاوز محمد صلى الله عليه وسلم كثيرا عن بعض التصرفات التي لا دليل ظاهر على سوءتها حتى تصدر منهم تصرفات أخرى تفضح ما ضمروه، حتى إن آيات القرآن نزلت على سيدنا محمد ( صلى الله عليه وسلم) وفيها (وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ) أي أن المنافق لن يتحمل إخفاء حاله طويلا، وسيزل لسانه بما أضمره وبما استهجنه من تصرف المسلمين وسيطلعك الله على ما أخفوا من سقطات لسانهم، وإذا طبق القانون على الجميع ولم تكن هناك استثناءات لأحد أيا كان قدره سيتماسك الصف الداخلي ولن يجد المنافقون ثغرة ينفذون منها إلى الصف المسلم، ولن يسمع لهم أحد فلا حقائق يستطيعون الاستناد لها