أضواء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء احمد شوقي ح5
\n
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
\n
الإخوة الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
\n
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد: أنا محدثكم محمد أحمد النادي أقدم إليكم هذه السلسلة المكونة من تسع حلقات ألقي فيها الضوء على قصيدة خلافة الإسلام لأمير الشعراء أحمد شوقي ومع الحلقة الخامسة أقول وبالله التوفيق:
\n
تأثر المسلمين الشديد بإعلان إلغاء الخلافة: يقول شوقي رحمه الله:
\n
3- شيعت من هلع بعبرة ضاحك … في كل ناحية وسكرة صاح
\n
في البيت الثالث يصور أمير الشعراء المسلمين وهم يشيعون الخلافة بدموع الضحك بدل دموع البكاء التي تذرفها أعينهم حزنا على إلغاء الخلافة، وذلك بسبب الهلع الشديد الذي أصابهم فغيب عقولهم وجعلهم يفقدون صوابهم، فصاروا لا يدرون ماذا يفعلون، فأخذوا يضحكون بدل أن يبكوا، وقديما قيل: \”شر البلية ما يضحك!\” ويصور الشاعر المسلمين بالذين يضطربون في مشيتهم كالسكارى من شدة تأثرهم بتلك المصيبة. تماما كما صور القرآن الناس من شدة هول يوم القيامة فقال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولـكن عذاب الله شديد). (الحج)
\n
دولة الخلافة العثمانية واسعة الأرجاء، مترامية الأطراف: يقول شوقي رحمه الله:
\n
4- ضجت عليك مآذن ومنابر … وبكت عليك ممالك ونواح
5- الهند والهة ومصر حزينة ……. تبكي عليك بمدمع سحاح
6- والشام تسأل والعراق وفارس …… أمحا من الأرض الخلافة ماح؟
\n
في الأبيات الرابع والخامس والسادس يصف أمير الشعراء الحزن الشديد والتأثر البالغ اللذين أصابا عامة المسلمين في كل أرجاء البلاد التابعة لدولة الخلافة الواسعة والمترامية الأطراف والتي كانت تضم بلاد العرب والعجم على السواء، ذكر منها أمير الشعراء بلاد فارس والهند، ومصر والشام والعراق، وقد كانت واحدة موحدة تحت راية دولة الخلافة، وكان شعب الهند أكثر أبناء الأمة الإسلامية تأثرا على زوال الخلافة الإسلامية ومحوها من الوجود. حيث تعالت أصوات بكاء المسلمين في تلك البلاد في المساجد فوق المنابر، وعبر المآذن العالية، وظهرت على وجوههم علامات الحزن، وذرفت عيونهم دموعا غزيرة على إلغاء دولتهم دولة الخلافة الإسلامية، التي هي سر قوتهم، ومبعث عزتهم، وهي حصنهم الحصين، ودرعهم المتين، وملاذهم الأمين، وفيها قبل وبعد ذلك كله مرضاة ربهم الملك الحق المبين.
\n
تأثر شوقي بثقافة القرآن الكريم: يقول رحمه الله.
\n
7- وأتت لك الجمع الجلائل مأتما … فقعدن فيه مقاعد الأنواح
8- يا للرجال لحرة موؤودة ……. قتلت بغير جريرة وجناح
\n
في البيت السابع يصور الشاعر المسلمين وهم يأتون مجالس العزاء جماعات جماعات يجلسون فيها مجالس النواح يبكون فيها الخلافة التي ألغيت، وفي البيت الثامن يستثير الشاعر همم الرجال، ويحثهم على العمل على إعادة إقامة الخلافة من جديد. ويشبه الخلافة بالفتاة التي وئدت، أي دفنت وهي لا تزال حية، كما كان من عادة العرب في الجاهلية وأد البنات، وقد حرم الإسلام هذه العادة المقيتة وأبطلها. قال تعالى: (وإذا الموءودة سئلت * بأي ذنب قتلت). (التكوير) فما ذنب هذه الخلافة؟ وما هي جريمتها؟ وما الإثم الذي ارتكبته حتى وأدتموها وهي حية؟
\n
الإخوة الكرام: مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير:
\n
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة، موعدنا معكم في الحلقة السادسة إن شاء الله تعالى، فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما، نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه، سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام، وأن يعز الإسلام بنا، وأن يكرمنا بنصره، وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل، وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها، إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
\n
\n
\n
أخوكم محمد أحمد النادي