مع الحديث الشريف
القمار
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ يَعْنِي وَهُوَ لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَسْبِقَ فَلَيْسَ بِقِمَارٍ وَمَنْ أَدْخَلَ فَرَسًا بَيْنَ فَرَسَيْنِ وَقَدْ أُمِنَ أَنْ يَسْبِقَ فَهُوَ قِمَارٌ رواه أبو داود
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:{( فَهُوَ قِمَارٌ): بِكَسْرِ الْقَافِ أَيْ مُقَامَرَةٌ. … وَفِي شَرْحِ السُّنَّةِ : ثُمَّ فِي الْمُسَابَقَةِ إِنْ كَانَ الْمَالُ مِنْ جِهَةِ الْإِمَامِ أَوْ مِنْ جِهَةِ وَاحِدٍ مِنْ عُرْضِ النَّاسِ شَرَطَ لِلسَّابِقِ مِنْ الْفَارِسَيْنِ مَالًا مَعْلُومًا فَجَائِزٌ، وَإِذَا سَبَقَ اِسْتَحَقَّهُ وَإِنْ كَانَ مِنْ جِهَةِ الْفَارِسَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ إِنْ سَبَقْتنِي فَلَكَ عَلَيَّ كَذَا وَإِنْ سَبَقْتُكَ فَلَا شَيْءَ لِي عَلَيْكَ فَهُوَ جَائِزٌ أَيْضًا فَإِذَا سَبَقَ اِسْتَحَقَّ الْمَشْرُوطَ، وَإِنْ كَانَ الْمَالُ مِنْ جِهَةِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِأَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ وَإِنْ سَبَقْتُكَ فَلِي عَلَيْكَ كَذَا وَإِنْ سَبَقْتَنِي فَلَك عَلَيَّ كَذَا فَهَذَا لَا يَجُوزُ إِلَّا بِمُحَلِّلٍ يَدْخُلُ بَيْنَهُمَا إِنْ سَبَقَ الْمُحَلِّلُ أَخَذَ السَّبَقَيْنِ وَإِنْ سُبِقَ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ. وَسُمِّيَ مُحَلِّلًا لِأَنَّهُ مُحَلِّلٌ لِلسَّابِقِ أَخْذَ الْمَال. فَبِالْمُحَلِّلِ يَخْرُجُ الْعَقْدُ عَنْ أَنْ يَكُونَ قِمَارًا لِأَنَّ الْقِمَارَ يَكُونُ الرَّجُلُ مُتَرَدِّدًا بَيْن الْغُنْمِ وَالْغُرْم، فَإِذَا دَخَلَ بَيْنهمَا لَمْ يُوجَدْ فِيهِ هَذَا الْمَعْنَى. …}
مَنَعَ الشرعُ القِمارَ منعاً باتّاً، واعتبرَ المالَ الذي يؤخَذُ بسببِهِ غيرَ مملوك، قال اللهُ تعالى: )يا أيُّها الذين آمنوا إنّما الخمرُ والْمَيْسِرُ والأنصابُ والأزلامُ رِجْسٌ من عمَلِ الشيطانِ فَاجتنبوهُ لعلّكم تُفلِحون. إنّما يُريدُ الشيطانُ أنْ يوقِعَ بينَكُمُ العَداوةَ والبَغضاءَ في الخمرِ والمَيْسِرِ ويَصُدَّكُمْ عن ذِكْرِ اللهِ وعن الصلاةِ فهل أنتمْ مُنْتَهُون(، أكّدَ تحريمَ الخمرِ والميسِرِ بِوُجوهٍ من التأكيد، منها تصديرُ الجملةِ بـ (إنما)، ومنها أنه قَرَنَهُما بعبادةِ الأصنام، ومنها أنه جعلَهُما رِجساً، كما قال تعالى: )فاجتنبوا الرِّجْسَ من الأوثان(، ومنها أنه جعَلَهُما من عمَلِ الشيطان، والشيطانُ لا يأتي منه إلاّ الشّرُّ الْبَحْتُ، ومنها أنه أَمَرَ بالاجتناب، ومنها أنه جعَلَ الاجتنابَ مِنَ الفَلاح. وإذا كان الاجتنابُ فلاحاً كان الارتكابُ خَيْبَةً وخُسراناً. ومنها أنه ذَكَرَ ما يَنتُجُ منهما من الوَبَالِ وهو وقوعُ التّعادِي والتّباغُضِ من أصحابِ الخمرِ والقمار، وما يؤدِّيانِ إليه من الصَّدِّ عن ذِكْرِ الله، وعن مُراعاةِ أوقاتِ الصلاة، وقولُهُ: )فهل أنتم مُنْتَهُون( من أبْلَغِ ما يُنهَى به، كأنه قِيل: قد تُلِيَ عليكم ما فيها من أنواعِ الصَّوارِفِ والمَوانِع، فهل أنتم مع هذه الصّوارفِ والموانِعِ مُنْتَهُون؟ ومن القمارِ أوراقُ اليانَصِيبْ مهما كان نوعُها ومهما كان السّببُ الذي وُضِعَتْ له. ومن القمارِ الرِّهانُ في سِباقِ الخيل. ومالُ القِمارِ حرامٌ لا يجوزُ تَمَلُّكُه.
احبتنا الكرام والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.