Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – ‏ ‏باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه

 

 

 مع الحديث الشريف

 

‏ ‏باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه‏

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، ‏فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏

 


جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب في سعة رحمة الله تعالى وأنها سبقت غضبه”‏‎ ‎

 

حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم ‏قال: “لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش، إن رحمتي تغلب غضبي”‏‎ ‎

 

‏ قوله تعالى: (إن رحمتي تغلب غضبي) وفي رواية: (سبقت رحمتي غضبي) قال العلماء: غضب الله تعالى ورضاه ‏يرجعان إلى معنى الإرادة، فإرادته الإثابة للمطيع، ومنفعة العبد تسمى رضا ورحمة، وإرادته عقاب العاصي وخذلانه ‏تسمى غضبا، وإرادته سبحانه وتعالى صفة له قديمة يريد بها جميع المرادات، قالوا: والمراد بالسبق والغلبة هنا كثرة ‏الرحمة وشمولها، كما يقال: غلب على فلان الكرم والشجاعة إذا كثرا منه.‏

 

أيها المستمعون الكرام:‏

 

الحمد لله ثم الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله على نعمة الخلق ابتداء، والحمد لله على نعمة الإسلام ثانيا، والحمد لله على نعمة ‏حمل الدعوة آخرا. والله إنها لرحمة، أن يخلقنا الله تعالى ويأتي بنا إليه. ولكن حال الناس غير ذلك، فمنهم من لا يرحم نفسه ‏بأن يحميها مما يضرها في الدنيا والآخرة، فيبتعد عن المعاصي والموبقات، ويتقرب إلى الله بالطاعات، فلا يقسو عليها. فكم ‏من الناس من ظلم نفسه ولم يرحمها؟ فاتخذ المبادئ الوضعية وسار عليها وشقي بها. وقد حذر الشرع من القسوة والغلظة، ‏واعتبر الذي لا يرحم الآخرين شقيا، فقال عليه الصلاة والسلام: “لا تنزع الرحمة إلا من شقي”. وقد أخبرنا نبينا الكريم – ‏صلى الله عليه وسلم- أن امرأة دخلت النار في هرة. فما بالكم بمن يقتل المسلمين، كما هو حاصل اليوم في الشام، وبهذه الصورة الوحشية؟ لا ‏شك أن رحمة الله لن تكون لمثل هؤلاء، بل سيكون غضب من الله عليه. ورحمة الله سيكتبها لمن آمن به وعمل لتحكيم ‏شرعه في أرضه. فالله الله فيمن يعمل لإيجاد رحمة الله في الأرض من خلال قرآنه. اللهم اجعلنا من هؤلاء العاملين، وممن ‏يستمعون الخير فيتبعون أحسنه. اللهم آمين آمين.‏

 

 

مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.‏
‏ ‏