خبر وتعليق الكافر المستعمر يستنزف عملاءه وأتباعه في اليمن
\n
\n
الخبر:
\n
رحب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يوم الأربعاء 2015/04/22 بإعلان انتهاء عملية عاصفة الحزم في اليمن والذي صدر عن الناطق الرسمي للعملية يوم الثلاثاء 2015/04/21 وخلال مؤتمر صحفي بمقر المنظمة في نيويورك، أعرب بان عن استعداده لتقديم التسهيلات الدبلوماسية اللازمة لحل هذه الأزمة عبر الحوار. وطالب باستئناف المفاوضات بين الفرقاء في اليمن بناءً على قرار مجلس الأمن رقم 2216.
\n
التعليق:
\n
منذ بداية عملية عاصفة الحزم أكدت جميع الأوساط السياسية المعنية ابتداءً من أمريكا وانتهاءً بالسعودية أن الغاية الرئيسة من العملية هي العمل على خلق جو مناسب لاستعادة العملية السياسية في اليمن، وأن الحسم العسكري لما يسمى الشرعية في اليمن ليس ضمن أجندة العملية. وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أجرى مكالمةً هاتفيةً يوم السبت 2015/04/18 مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حول التطورات في اليمن وقرار مجلس الأمن الأخير، والخطوات المقبلة لاستئناف المرحلة السياسية الانتقالية في اليمن. وبالرغم من استمرار بعض العمليات العسكرية التي لا تزال تقوم بها قوات عاصفة الحزم إلا أن الأجواء السياسية تتهيأ تدريجيًا لاستئناف العملية السياسية. ومن هذه الأجواء ما أعلنته الخارجية الأمريكية عن ابتعاد السفن الإيرانية عن السواحل اليمنية واعتذار السعودية لروسيا عن تصريحات وزير خارجيتها سعود الفيصل، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف المحادثات السياسية، وترحيب الناطق الرسمي باسم الحوثيين بذلك، وتعيين مبعوث أممي جديد للنزاع في اليمن.
\n
ما لا يخفى على أحد هو أن أمريكا ضالعة إلى الأذقان في مسألة اليمن، وتصر على قلب نتائج الثورة في اليمن التي لم تنجح في إزالة النظام الحاكم بل كرست حكم حزب المؤتمر الموالي لبريطانيا بالرغم من خروج علي صالح شكليًا من منصب الرئاسة. وقد ساعد نجاح أمريكا في مصر عن طريق الانقلاب العسكري على إعادة بندول الساعة للوراء وكأن شيئًا لم يحدث في مصر، ساعدها على التفكير جديًا في قلب الأوضاع في اليمن لإزالة النفوذ الإنجليزي من اليمن. وحاولت أن تفرض حلًا سياسيًا تحت حراب الحوثيين في صنعاء، ولم تتمكن من ذلك بسبب قوة ونفوذ علي صالح وحزبه والقوات الموالية لهم والذين أظهروا التحالف مع الحوثيين. ما ألجأ أمريكا لاستعمال قوات تحالف عاصفة الحزم لتلقين القوى السياسية في اليمن أنه لا قيمة لهم ولا وزن بل ولا وجود بدون الانصياع لأوامر واشنطن. فبعد أن تمكن منصور هادي من الهرب من الحوثيين حوصر مرةً أخرى في عدن، وتيقن أنه لا مهرب من بنادق الحوثيين عملاء أمريكا إلا تحت بساطير السعودية عملاء أمريكا كذلك! حينها فقط تستأنف العملية السياسية وهادي ومن يقف معه أو وراءه يعلمون أنه لا بد من الانصياع والتنفيذ، وهكذا يتم صياغة اليمن على عين بصيرة ويد طائلة من أمريكا وعملائها.
\n
وما لم تدركه أمريكا وعملاؤها في المنطقة كلها، أن الشعب في اليمن حين ثار على حكم علي صالح لم يقم بذلك لاستبدال طاغية بآخر، وإنما قام بذلك لكسر كل القيود التي أثقلته وحالت بينه وبين النهضة والرقي لعقود خلت. وأن الشعب لا يزال يتلمس طريق النهضة ليسير عليها دونما رجوع للخلف. وأن أمريكا ومن قبلها أو معها بريطانيا إنما تستنزف عملاءها وتستهلكهم واحدًا تلو الآخر – الحوثي وصالح وهادي وغيرهم – ولن يبقى في اليمن إلا من أخلص لله نيةً، وعقد العزم على السير في طريق النهوض متسنمًا منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
\n
\n
\n
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
د. محمد ملكاوي