وللدَّهْرِ تَارَاتٌ تَمرُ على الفَتَى … نَعِيْمٌ وبؤْسٌ صِحَّةٌ وسَقَامُ
ومَنْ يَكُ في الدنيا فلا يَعْتَبنَّها … فليسَ عليها مَعْتِبٌ ومَلاَمُ
أَجِدَّكَ ما الدنيا ومَاذَا مَتَاعُهَا … وماذا الذي تَبْغِيْهِ فَهْوَ حُطَامُ
فَدَعْهَا وَنَعْمَاهَا هَنيْئًا لأَهْلِهَا … ولا تَكُ فيها رَاعيًا وسوَامُ
هَب أنَّ مَقَاليدَ الأمُور مَلكْتَهَا … وَدَانَتْ لَكَ الدنيا وأنْتَ هُمَامُ
ومُتِّعْتَ باللَّذاتِ دَهْرًا بغِبْطَةٍ … ألَيْسَ بحَتْمِ بَعدَ ذاكَ حِمَامُ
فَبَيْنَ البرَايَا والُخُلوْدِ تَبَايُنٌ … وبَيْنَ المنايا والنُفوس لِزَامُ
قَضِيَّةٌ انْقَادَ الأنامُ لحُكْمِهَا … وما حَادَ عنها سَيّدٌ وَغلامُ
ضَرُوْرِيَّةٌ تَقْضِي العُقولُ بصِدْقِهَا … وما كان فيها مِرْيةٌ وخِصَامُ
سَلِ الأرض عن حَالِ الملوكِ التي خَلَتْ … لَهُمْ فَوْقَ مَرْقَى الفَرْقَدَيْن مَقَامُ
بأبْوَابِهِمْ لِلْوَافِدِيْنَ تَرَاكُمٌ … بأعْتابِهِم لِلْعَاكِفِيْنَ زِحَامُ
تجِبْكَ عن أسْرَارِ السُيُوفِ التي جَرَتْ … عَليهم جَوَابًا لَيْسَ فيه كَلاَمُ
بأنَّ المنَايَا أقْصَدَتْهُم نِبَالُهَا … وما طاشَ عَن مَرْمىً لَهُم سِهَام
وسِيْقُوا مَسَاقَ الغابرينَ إلى الرَّدَى … وأقْفَرَ منهم مَنْزِلٌ وَمَقَامُ …
وحَلُّوا مَحَلًّا غَيْرَ مَا يَعْهَدُوْنَهُ … فليس لهم حَتى القِيام قيام
أَلمَّ بهم رَيْبُ المنُونِ فَغَالَهُمْ … فَهُمْ بَيْنَ أطْبَاق الرُّغَام رُغَامُ
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته