Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.               

                                         
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر وإباحة الغنائم”.

حدثنا هناد بن السري حدثنا ابن المبارك عن عكرمة بن عمار حدثني سماك الحنفي قال: سمعت ابن عباس يقول: حدثني عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاث مائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله- صلى الله عليه وسلم- القبلة ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض، فما زال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل ((إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ)). فأمده الله بالملائكة، قال أبو زميل فحدثني ابن عباس قال: بينما رجل من المسلمين يومئذ يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه وصوت الفارس يقول: أقدم حيزوم، فنظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقيا فنظر إليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه، فجاء الأنصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة.

 
لقد خلق الله تعالى الناس على هذه البسيطة ليسعدوا في الدارين لا ليشقوا.

ما أجهل الإنسان؟! وكم هو مسكين؟! وكم هو مثير للشفقة؟! وكم هو غضيب لئيم عندما يركب رأسه ويفسق ويفجر؟!، ((إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ * بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)).

خلقه الله تعالى وأنزل له منهاجا وطريقا واضحا وصحيحا ليسير عليه فيسعد، فانطلق بكل قواه وبأقصى سرعته في طريق التعاسة، ينشدها ويطلبها، فهي ضالته المنشودة.

أيها المسلمون:

لما التزم المسلمون الأوائل بأحكام الله تعالى بحثا عن رضاه، وساروا على سنة ونهج نبيهم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ذاقوا ما لم يذقه أحد على وجه البسيطة من السعادة والهناء والرضا، لما رضوا عن الله رضي الله عنهم، ولما كانوا مع الله كان الله معهم، ففي معركة بدر الكبرى نزلت ملائكة السماء الثالثة تقاتل معهم، لا لشيء إلا لأنهم صدقوا الله فصدقهم الله.

أيها المسلمون:

من سيقاتل معكم؟ ملائكة السماء أم شياطين الأرض في هذا الزمان؟ من سيمدكم بجيش النصرة؟ بل كيف تتجرؤون على رفع أكفكم بالدعاء طالبين النصر من العزيز الجبار؟ وكأنكم أنجزتم ما عليكم ولم يبق إلا استجابة المولى لكم. الله تعالى يغضب إن لم تدعوه، هذا صحيح، ولكن الله تعالى يغضب أشد الغضب أيضا إن أحكامه انتهكت، يغضب ممن يغرق في المعاصي آناء الليل وأطراف النهار رافعا كفيه وصوته: اللهم نصرك الذي وعدت”، كيف يكون النصر وعلى المسلمين حكام يحكمونهم بدساتير الكفر البواح؟ كيف تتنزل ملائكة السماء الثالثة أو الرابعة وليس على الأمة إمام يأخذ بيدها إلى برّ الأمان، إلى رضا الله تعالى؟

عودي – أيتها الأمة- إلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى ما كان عليه الصحابة الكرام- رضوان الله عليهم- إلى المكانة التي رضيها الله تعالى لكِ، خير أمة أخرجت للناس.

اللهم اجعل لنا من أمرنا رشدا، ومكن لنا بالأرض كما مكنت للذين من قبلنا، وابعث لنا مددا من جندك، يقاتل معنا ونقاتل معه، وما ذلك عليك بعزيز. اللهم آمين آمين.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم