Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب قتل أبي جهل

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف”

ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.    

                                                    
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي “بتصرف” في “باب قتل أبي جهل”

حدثنا علي بن حجر السعدي أخبرنا إسماعيل يعني ابن علية حدثنا سليمان التيمي حدثنا أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من ينظر لنا ما صنع أبو جهل؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برك، قال: فأخذ بلحيته فقال: آنت أبو جهل؟ فقال: وهل فوق رجل قتلتموه أو قال قتله قومه؟ قال: وقال أبو مجلز: قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني”.

قوله: (وهل فوق رجل قتلتموه) أي: لا عار علي في قتلكم إياي.

قوله: (لو غير أكار قتلني!) (الأكار): الزراع والفلاح، وهو عند العرب ناقص، وأشار أبو جهل إلى ابني عفراء اللذين قتلاه وهما من الأنصار، وهم أصحاب زرع ونخيل، ومعناه: لو كان الذي قتلني غير أكار لكان أحب إلي وأعظم لشأني، ولم يكن علي نقص في ذلك.
 
ونحن نحاول فهم ما يحدث لهذه الأمة الكريمة، يطل علينا برأسه الأشعث وقلبه الأسود، وعقله الأغبر عبر طول المسافات والقرون أبو جهل من جديد، فأبو جهل ما زال يخطب بالناس ويقول: ” أيها الناس لقد أصبحتُ سلطانا عليكم فاكسروا أصنامكم بعد ضلال، واعبدوني، إنني لا أتجلى دائما فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصروني، اتركوا أطفالكم من غير خبز واتركوا نساءكم من غير بعل واتبعوني احمدوا الله على نعمته، فلقد أرسلني كي أكتب التاريخ، والتاريخ لا يكتب دوني”. والمؤيدون يهتفون ويصفقون

أيها المسلمون:

الجاهلية حالة متكررة وليست مرتبطة بفترة زمنية محددة أو بأبي جهل، وأي مجتمع يعرض عن منهج الله عز وجل ويخالف الفطرة التي فطر الله عز وجل الناس عليها فهو مجتمع جاهلي.

والجاهلية التي تعيشها الأمة اليوم أسوأ حالاً من الجاهلية الأولى؛ فالعرب على الرغم من الموبقات التي كانوا يرتكبونها كوأد البنات والزنا وشرب الخمر، كانت لديهم مآثر وأخلاق فاضلة يتمسكون ويتفاخرون بها، كالكرم والشجاعة والحلم والنجدة والعفة والوفاء بالعهد والغيرة على الأعراض وغيرها، وقد وصف القرآن الكريم هذه الجاهلية، وعرض أبرز أمراضها وظواهر التفسخ والانحلال فيها، ولعل أبرزها:

الظلم والجريمة والتكبر والإسراف والتعالي والانحراف والشك والفساد والتخريب في الأرض وسفك الدماء والسخرية من الحق والتبعية العمياء لقادة الضلال والفساد، واتباع الشهوات والأهواء. وبهذا الوصف القرآني نعرف أن المجتمع الجاهلي هو ذلك المجتمع الذي يرفض الإيمان بالله، وينحرف بسلوكه ونظام حياته عن منهج الله، بغض النظر عن كونه مجتمعاً أمياً كمجتمع الرعي والبداوة العربية، أو كونه مجتمعاً يعيش في عصر الذرة والعقل الالكتروني وغزو الفضاء. وبهذا الوصف ندرك أن أبا جهل حالة متكررة لا تزال تعيش في بلادنا، في اليمن والسودان في الهند وباكستان.. وفي كل البلاد.

أيها المسلمون:

 لقد قتل ابنا عفراء أبا جهل أول مرة، فمن يقتل أبا جهل مرة ثانية فيقتل بقتله الجاهلية الثانية، ويقيم دولة الحق على أنقاضها، ويرفع عن الأمة بلاءها؟ نسأل الله أن يعجل لنا بإزالتهم أجمعين من دنيا المسلمين، ونحكّم فينا القرآن الكريم، من خلال دولة يحكمها خليفة المسلمين. اللهمّ آمين آمين.

احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم