الخبر:
أفاد موقع السوسنة يوم أمس أن الأجهزة الأمنية اعتقلت الثلاثاء الماضي الشاب مصعب أبو غزالة البالغ من العمر 23 سنة على خلفية الانضمام إلى حزب التحرير، وذكر المحامي موسى العبداللات أن اعتقال الشاب إنما كان بسبب رفعه لراية العقاب التي تحتوي على عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” على باب محله التجاري في منطقة الرصيفة، وقد تم تحويل الشاب إلى أمن الدولة التي قامت بدورها بتحويل الشاب إلى مدعي عام الرصيفة الذي وجه له تهمة الانضمام إلى حزب التحرير.
التعليق:
إن أفعال وتصريحات الطواغيت مغتصبي السلطة في بلاد المسلمين والذين سُمُّوا حكاما زورا وبهتانا، إن أفعالهم وتصريحاتهم لا شبيه لها إلا أفعال قوم نبي الله لوط، فقد أخبرنا القرآن العظيم عن فساد قوم لوط وعن فطرتهم المنحرفة الشاذة، وعن مدى كراهيتهم للحق والفضيلة والعفة والطهارة، وقاوموا دعوة نبي الله لوط عليه السلام الداعية إلى العفة والطهارة أيما مقاومة، وسَخِروا من دعوته، ولما عجزوا عن مقاومة دعوته، مع إصرارهم على الاستمرار في غيهم وفسادهم، قالوا وبكل وقاحة: ﴿أخرجوا آلَ لوطٍ من قريتكم إنّهم أناسٌ يتطهرون﴾.
هذا هو ذنب لوط عليه السلام وأتباعه المؤمنين، إنهم أناس يتطهرون من الرذيلة والفحشاء والمنكر، ولذلك دعا أصحابُ الرذيلة إلى طرد الأطهار الأخيار من قريتهم، لأنهم يضيقون بهم ذرعا، ولأنهم لا يأنسون إلا لمن اتصف بصفاتهم وشاركهم في اقتراف القبيح الشاذ من أفعالهم.
وكذلك مغتصبو السلطة طواغيت هذا الزمان فهم على هذه الشاكلة، شاكلة قوم لوط، فهم أيضا لا يأنسون إلا لمن ينشر الرذيلة في المجتمع، ولا يبتهجون إلا بمن يدعو إلى الفساد والمجون، ولا يرضون إلا بمن عمل على إشاعة الفحشاء بين أبناء المسلمين، ولذلك يشجعون الاختلاط والعلاقات المحرمة بين أبناء المسلمين، ويعتبرونها حرية شخصية، ومن أجل ذلك أقاموا النوادي الليلية والمراقص والبارات وقنوات التلفزيون التي تدعو إلى الفساد والانحلال الخلقي، ويعملون بشكل دؤوب على تفرقة الأمة وإشاعة الشحناء بين أبنائها، والويل كل الويل لمن خالفهم أو اعترض عليهم أو انتقد قبيح أفعالهم، وحاسبهم على منكراتهم ومؤامراتهم التي تزول منها الجبال، وكلُ مَن يقف في وجوههم فمصيره الطرد أو السجن أو العذاب الشديد، والسبب في ذلك “أنهم قوم يتطهرون”، فأعلام أو خِرَقُ سايكس بيكو التي رسمها الكافر المستعمر، والتي ترمز إلى ضياع الأمة بعد سقوط خلافتها وتمزيقها إلى مزقٍ وكياناتٍ هزيلةٍ ما أنزل الله بها من سلطان، يقوم أشباه قوم لوط برفعها وتقديسها بل وتجريم من يُهينها وفرض غرامة على ذلك، بينما رفع راية الإسلام راية رسول الله عليه الصلاة والسلام يعتبر جريمة، راية الإسلام التي استشهد كبار الصحابة من أجل إبقائها مرفوعة خفاقة، يقوم طغاة هذا الزمان بسجن مَن يرفعها، كما حصل مع أخينا مصعب أبو غزالة، فهنيئا لمن سار على نهج الأنبياء ودعا إلى الحق وهو لا يخشى في الله لومة لائم ورفع الراية التي ترضي الله ورسوله، وتعسا وقبحا لمن اتخذ من قوم لوط قدوة وأسوة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا