نص الكلمة التي ألقيت في المظاهرة التي دعا إليها حزب التحرير / ولاية لبنان استنهاضًا لمواجهة الحملة العالمية على أهل الشام في سوريا وفلسطين ولبنان
نص الكلمة التي ألقيت في المظاهرة التي دعا إليها حزب التحرير / ولاية لبنان
استنهاضًا لمواجهة الحملة العالمية على أهل الشام في سوريا وفلسطين ولبنان
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا الله وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ الله وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ الله وَالله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾
ها هي قوى الشرّ في العالم كلّه تجتمع على ثورة أهل سوريا وفلسطين وثورة الشام المباركة: أمريكا وأوروبا وروسيا والصين وإيران الصفوية ومرتزقتها من العجم والعرب ودولة يهود… حِلف جمع لئام الأرض كلّهم في مواجهة ثغر من ثغور خير أمة أخرجت للناس، في بلاد الشام عقر دار الإسلام، حتى ازدحم بَرُّها بجيوشهم وبحرُها ببوارجهم وسماؤها بطائراتهم… ليقاتلوا مَن؟! ليقاتلوا مجاهدين لا دولة لهم، ولا طائرات، ولا دبابات، ولا صواريخ، ولا هيئة أركان!!!
استعر القتل منذ قرابة خمس سنوات بأيدي الزنادقة من عبّاد بشار وحافظ المقبور عليهم لعنات الله وغضبه، بضوء أخضر وإمداد من العالم كلّه، وعلى رأسه أمريكا دعيّة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
كاد الطاغية الزنديق أن يسقط فأوعزت زعيمة الشرّ أمريكا لأوليائها في إيران أن أدركِوا حليفكم قبل فوات الأوان. فأعاد أحفاد الصفويين سيرتهم الأولى، وظاهروا الشرق والغرب على أمّة الإسلام، وداست إيرانُ وحزبُها المقاوِم في لبنان شعارات المقاومة والجهاد ونصرة المستضعفين، وأسفرت عن وجهها الحقيقي القبيح، وكشرت عن أنيابها تتأهب لإهراق دماء المسلمين وإعادة أمجاد الفرس والساسانيين.
ثم ساندتها ولية أمرها أمريكا بقصف البشر والشجر والحجر، بأفتك طائرات الدنيا وصواريخها، وجرّت خلفها حلفًا من عبيد العروش والكراسي، ومعها أوروبا تتملّقها وتستجدي منها سهمًا في قتل المسلمين، إسنادًا للطاغية بشّار.
فشلوا جميعًا في تركيع أهل الشام، فجلبوا الدبّ الروسي الأخرق. فنسيت روسيا إلحادها وحشدت كنيستها وقدّست حربها على المستضعفين من أهل الشام، تنتقم بهم من جيوش الخلافة التي أرغمت أنفها مئات السنين. وضمّت أحقادها إلى أحقاد اليهود وأنشأت معهم على أرض الشام في جحور زنادقة بشّار غرفة عمليات مشتركة.
ثم لحقت بهم الصين، وخرجت من قمقمها لتسهم في ذبح المستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا اجعل لنا من لدنك وليًّا واجعل لنا من لدنك نصيرًا.
ثم التحق اليهود بالحملة على أهل الشام، وسعّروا حربهم، فدنّسوا قدس الشام المسجد الأقصى، وحاولوا اقتسامه تمهيدًا للاستيلاء عليه، وقتلوا فيه النساء والشيوخ والفتيان، وأعلنوا الحرب على كلّ من يرابط في الأقصى، وصنّفوا كلّ مرابط فيه خارجًا على القانون ولو لم يحمل سكّينًا. كلّ هذا ودجّالو المقاومة وملوك العربان والترك ساكتون كالخرسان لا تحرِّك فيهم دماء أهل فلسطين ولا انتهاك المسجد الأقصى ساكنًا. بل قد تحالف أدعياء المقاومة الدجّالون مع دولة يهود بالوساطة عبر الحليف الروسي.
وكذا حكّامٌ عربان رضعوا منذ قرن حليب الذلّ والعبودية للغرب، يخذلون أهل فلسطين ويتواطؤون مع يهودَ عليهم، ويأتمرون لوأد ثورة الشام في مهدها، خوفًا من أن تصل نارها إلى عروشهم المهترئة، فتنسفها نسفًا، وتذرها قاعًا صفصفًا.
لله درّكم يا أهل الشام! غزوة أحزاب عالميةٌ تكالبت عليكم منذ زهاء خمسة أعوام وأنتم صامدون! تسطّرون للعالم والتاريخ دروسًا في العزّة والبطولة والكرامة لن تُنسى أبد الدهر. طوبى لكم يا أهل الشام شرفٌ حسدتكم عليه أمم الأرض، حسدًا دفعها إلى اغتيالكم وإفناء شكيمتكم. ولكن خسئوا وخابوا، فأنتم من ستستأصلون شأفتهم، وتبيدون خضراءهم، وتشدخون نوافيخهم. فهم بحربكم يحاربون الله ورسوله والذين آمنوا، ومن أعلن الحرب على الله فإنّه بلا ريب مهزوم مخذول. ومن نصر اللهَ نصره اللهُ وثبّت أقدامه وجعل له التمكين في الأرض.
يا أبناء ثورة الشام:
إنّ هؤلاء اللئام الذين رموكم عن قوس واحدة وأغاروا عليكم من كلّ حَدَبٍ وصوب، إنّما نقموا منكم أنّكم أعلنتموها منذ أوّل يوم: “هي لله هي لله”، و”قائدنا إلى الأبد سيدنا محمّد” ﷺ، وأنّكم لم ترفعوا لهم شعارًا ولا راية، بل رفعتم شعار الإسلام والولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، فأعلَنوا بحربهم عليكم حربًا على الله. فإن طلبتم من الله نصرًا عاجلًا فأخلصوا له ولاءكم ويمّموا له وجوهكم، ولا تتّخذوا من دونه وليًا من حكام العرب والترك الذين خذلوكم وظاهروا عليكم عدوّكم. وضعوا نصب أعينكم قول الله تعالى: ﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ الله فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ﴾، ولا تنسوا قوله عزّ وجلّ: ﴿إِنَّ الله يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ﴾، وقوله سبحانه: ﴿وَأَطِيعُوا الله وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا﴾. فاجمعوا صفوفكم ورصّوها، واقطعوا الحبال التي مدّها لكم حكّام النفاق المتآمرون عليكم، وتذكّروا أن انتصاراتكم الكبرى هي تلك التي حقّقتموها بتوكّلكم على الله وجمع الصف عليه.
أما أنتم أيّها المسلمون في لبنان:
إياكم وأن تصدّقوا أكذوبة الولاء للأمّة اللبنانية. فولاؤكم الذي أُمرتم به هو الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين. فإيّاكم أن تنصاعوا لمؤامرة تمكر لفصلكم عن أمّتكم في الشام وسائر الأرض. يريدون لكم أن تكونوا عبيدًا خانعين في كيان لحلف الأقلّيات الذي يريدون مدّه على امتداد الساحل الشامي. ويعملون على ترويضكم لتكونوا خرافًا، تُذبح إن سَمُنت. إياكم وخذلان إخوانكم من أهل سوريا، فإن خذلتموهم فإنكم والله قد خذلتم أنفسكم، فهم أَمَلُكُم المنشود ومستقبلكم الموعود.
وأمّا أنتم يا جيراننا النصارى في لبنان وسائر الشام وما حولها:
إنّ حلف اللئام يمكر بكم لتكونوا وقودًا لهم رخيصًا في حربهم على الأمّة الإسلامية. فإيّاكم والانجرار وراء مكرهم هذا. عشنا وإيّاكم مئات السنين، كان لنا السلطان والقوّة خلالها، حفظنا دماءكم وأعراضكم وأموالكم وكنائسكم وصلبانكم، وكنّا خير من وفّى بذمّته لكم. قاتَلَنا الصليبيون الأوروبيون مئات السنين، وسفكوا دماءنا على أرض الشام، فلم ننتقم منكم ولا من صلبانكم، وبقينا على عهدنا معكم، إذ وفّى أجدادكم بعهدنا وقاتلوا الصليبيين إلى جانبنا. وسيعود السلطان والتمكين لنا بعون الله تعالى، ولن تطول جولة اللئام وصولتهم، فسيروا سيرة أجدادكم في الوفاء لأجدادنا. وإيّاكم أن تقعوا في حبائل الدول الاستعمارية الغربية والقوى العنصرية الإقليمية.
وإنّنا وإيّاكم على موعد قريب إن شاء الله، في مستقبل واعد تعود فيه سيرة الأوّلين، في ظل خلافة على منهاج النبوّة والراشدين، حيث عدلُ الإسلام شمل الجميع، مسلمين وغير مسلمين، فنحن بدين الله ورحمته أرحم المنتصرين الفاتحين.
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في ولاية لبنان