Take a fresh look at your lifestyle.

الصحة في السودان ما بين تجارة المرض وصناعة الموت

 

 

الصحة في السودان ما بين تجارة المرض وصناعة الموت

 

 

الخبر:‏

أوردت صحيفة اليوم التالي الصادرة في 13 تشرين الأول/أكتوبر 2015م عدد 413 خبراً تحت عنوان اختفاء ‏مائة طن من الأسمدة الفاسدة، حيث كشف الأمين عبد الماجد الأمين رئيس اللجنة الفنية للأسمدة ومحسنات التربة، ‏بهيئة المواصفات عن ضبط أكثر من مائة طن من الفسفور الثلاثي غير المطابق للمواصفات، حيث كان من المفترض ‏أن يتم حرقها إلا إنه يقول لا يعلم أين ذهبت، وأقر الرجل بوجود كميات كبيرة من الأسمدة الفاسدة بعدد من الولايات، ‏وحذر من خطورة هذه الأسمدة حيث إنها تصيب الأطفال بهشاشة العظام بجانب تلوث التربة.‏

 

التعليق:‏

إن هذه ليست هي المرة الأولى التي يتم فيها ضبط مبيدات مسرطنة ثم اختفاؤها في ظروف (ليست بالغامضة)، ‏فقد تم ضبط 1500 طن من المبيدات الزراعية المسرطنة، حيث اختفت في ذات الظروف بحسب تصريحات المجلس ‏القومي للمبيدات. (المصدر صحيفة الرأي العام عدد (6067) الأربعاء 17 أيلول/سبتمبر 2014م)‏

لقد بلغت الدولة مبلغاَ عظيماً في سوء رعاية شؤون الناس، والفساد المنظم داخل مؤسسات الدولة، حتى بلغ بهم ‏الحال أن يقوم الوزراء بتهديد من يعمل على كشف ملفات الفساد في الدولة؛ فقد أوردت صحيفة الصيحة الصادرة في ‏الخرطوم بتاريخ 14 تشرين الأول/أكتوبر 2015م عدد (414) خبراً تحت عنوان وزير يهدد مدير مكتب الصيحة ‏بالقضارف، وجاء في متن الخبر: أن وزير الثروة الحيوانية والسمكية بولاية القضارف حمد النيل محمد سعيد هدد مدير ‏مكتب صحيفة الصيحة بولاية القضارف الأستاذ/ عمار عوض على خلفية الخبر الذي نشرته الصحيفة حول حظر ‏استيراد الأبقار الإثيوبية بعد اكتشاف تفشي مرض اليرقان في بعض الأبقار.. وقال عمار إن الوزير هددني بقوله: ‏‏(سأستخدم الأساليب التي تعلمها).‏

كما كشفت لجنة الصحة والبيئة والسكان في البرلمان عن وجود 21 حاوية تحمل نفايات إلكترونية مسببة ‏للسرطان بميناء بورتسودان قالت إنها مجهولة المصدر وأنها وصلت البلاد قبل ستة أشهر بحسب ما جاء بعمود ‏رمضان حسن بصحيفة الصيحة عدد (414) الصادرة في 15 تشرين الأول/أكتوبر في الخرطوم.‏

وهكذا نرى أنه وفي خلال 48 ساعة فقط من تتبع الأخبار نجد الصحف ووسائل الإعلام تمتلئ بالأخبار التي ‏تحمل السرطانات والنفايات وكافة أنواع الأوبئة.. إنه فعلاً أمر يدعو للخوف والقلق، كيف لا وقد بلغ وزير الصحة ‏بولاية القضارف مرحلة البلاطجة والشبيحة في تعامله مع من يكشف الفساد مهدداً ومروعاً إياهم.‏

وتعليقاً على ما تقدم من أخبار فإننا نقول إنه لا بد من العمل الجاد لتغيير هذا الواقع الفاسد لأنه أصبح لا حظ له ‏من عوامل البقاء، فنظام يبيع ويشتري في صحة الناس، ونظام يتاجر بالبيئة غير مكترث لتوجيهات ربانية وأحكام ‏شرعية فضلاً عن نظرة إنسانية، إن العمل لخلع هذا النظام واجتثاثه من جذوره لهو واجب شرعي ليس فقط لأجل ‏سلامة وصحة الإنسان، ولكن لأجل الواجب العقدي والمسؤولية التاريخية أمام الأجيال القادمة من أهل هذا البلد ‏ولأجل مرضاة الله عز وجل الذي حرم الفساد في الأرض.‏

إن النظام الذي نسعى إليه ونطلبه هو نظام يجعل من المحافظة على صحة الإنسان من أهم واجباته، بل هو نظام ‏تعتبر فيه مسألة المحافظة على صحة الإنسان من ضمن غاياته ومقاصده العليا، ففي ظل دولة الخلافة لا مكان ‏للنفايات الإلكترونية في بلادنا لأن الدولة ستسعى للاكتفاء الذاتي من كل أشكال التكنولوجيا فهي ليست بحاجة لاستيراد ‏خرد الغرب، وفي ظل دولة الخلافة يمنع منعا باتا استيراد المواد السامة والضارة بالبيئة والإنسان والحيوان…، ‏وستسعى دولة الخلافة على منهاج النبوة عن طريق أجهزة الإدارة بالتنسيق مع المحاكم المختصة بصحة البيئة لمعاقبة ‏كل من تسول له نفسه العبث بالطبيعة.‏

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عصام الدين أتيم

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان

 

 

2015_10_20_TLK_3_OK.pdf