روسيا تنوب عن أمريكا عسكريا والسعودية تنوب عنها سياسيا في ابتلاع المعارضة
الخبر:
دعت السعودية إلى مؤتمر للمعارضة السورية السياسية والعسكرية في الرياض لمدة ثلاثة أيام بداية من يوم الأربعاء، وذلك انطلاقا من دعمها لحل سياسي واستنادا لمؤتمر فينا الثاني الذي عقد في الشهر الماضي، وقد وجهت الدعوة لكل شرائح المعارضة السورية المعتدلة بمختلف تياراتها وأغطيتها العرقية والمذهبية والسياسية داخل وخارج سوريا بعد التشاور مع الأطراف الدولية الفاعلة.
التعليق:
يراد من هذا المؤتمر توحيد المعارضة السورية العسكرية والسياسية وتسمية الأسماء بمسمياتها فيصبح هنالك اسم واحد تجتمع تحته كل هذه الأطياف والأطراف العسكرية والسياسية. فقد كانوا يجتمعون من قبل في اسطنبول وسواها أما الآن فهم يجتمعون للمرة الأولى في بلد عربي ويجتمع فيه القادة السياسيون والعسكريون وتمثيل واسع للجماعات المسلحة بشقيه الوطني والإسلامي، جيش الإسلام وأحرار الشام واستثنيت النصرة وحضر بعض آخر تتحفظ عليه بعض الدول. وهذا المؤتمر هو استجابة لتوصيات مؤتمر فينا لتوحيد المعارضة وتشكيل وفد منها يتمتع بتخويل ورؤية واحدة إزاء مستقبل البلاد ليجلس على الطاولة في كانون الثاني/يناير المقبل لإجراء محادثات محتملة مع النظام لحسم المرحلة الانتقالية والتحضير لانتخابات رئاسية يؤمل أن تكون بعد ثمانية عشر شهرا.
كما يراد لهذا المؤتمر قطع الطريق على روسيا لكي لا تستمر في نهجها بوسم المعارضة السورية المعتدلة بالإرهابية وللخروج للعالم بمعارضة سورية مشروعة موحدة سياسيا وعسكريا للمضي في حل الملف السوري. فهو مؤتمر أيضا لمخاطبة المجتمع الدولي ووضع الأمور في نصابها من قبل المملكة السعودية.
السعودية بهذا المؤتمر تريد أن تظهر بأنها الداعم الأساسي للملف السوري وتريد أن تظهر بأنها الدولة العربية الممانعة والواقفة ضد المحور الآخر الذي تقوده روسيا وإيران في دعم النظام السوري. وهي تريد أن تجمع ما يمكن جمعه من المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي كمحاولة أمريكية لاستيعاب معظم الأطياف في قيادة واحدة لتفاوض النظام. يحدث هذا تحت قصف دولي وروسي لقوى المعارضة السورية العسكرية المختلفة بدلا من تنظيم الدولة. وبهذا يسهل جمع أكبر عدد من المعارضين في السعودية تحت القصف والقتل الذي تنفذه روسيا ومن ورائها أمريكا. ولذا فإنه لا يوجد تعارض في الموقف السعودي والروسي وإنما أحدهم يضغط بالسلاح والآخر يحتضن كلعبة قذرة لتوحيد المعارضة المعتدلة المرضي عنها دوليا والخلاص من تلك المعارضة الحقيقية التي يخشى منها الغرب.
وباختصار شديد فإن أمريكا خططت منذ البداية لجمع المعارضة السورية بشقيها العسكري والسياسي لمفاوضة النظام السوري وكان جناح أمريكا العسكري يتمثل في روسيا وإيران لتنفيذ هذا الأمر ولإبقاء النظام السوري واقفا على قدميه، وكانت أمريكا تفتقد الجناح السياسي لتنفيذ هذا الأمر. وبعد مجيء سلمان إلى الحكم وهو المعروف بولائه وعمالته لأمريكا ولما للسعودية من رمز ديني لدى المسلمين سهل على أمريكا الآن احتضان المعارضة “المعتدلة” بكافة أطيافها وبذلك يكون الجناح الأمريكي السياسي قد تشكل بقيادة السعودية.
الرسالة واضحة للمعارضة في سوريا أنها لعبة أمريكية ومخطط أمريكي يبدأ من القصف الروسي العسكري لكم وينتهي في اجتماعكم اليوم في الرياض لتوحيدكم سياسيا وعسكريا من أجل بيع الملف السوري وإبقاء سوريا تحت هيمنة أمريكا. فحذار من غضب الله عليكم وحذار من بيع الشام للمستعمرين. فاتركوا يرحمكم الله هذا الأمر البغيض وعودوا إلى رباطكم والله ناصركم ومعا لإسقاط النظام وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة والله ناصركم ولن يتركم أعمالكم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الدكتور فرج ممدوح