Take a fresh look at your lifestyle.

يا أهل الشام! أروا الله منكم ما يحب

 

 

 

يا أهل الشام! أروا الله منكم ما يحب

 

 

 

 

 

 

يقول الله عز وجل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾؛ أمة الإسلام أمة واحدة بعربها وعجمها وشامها ومصرها وجميع أطيافها وألوانها، ربها واحد هو الله عز وجل، ودينها واحد هو الإسلام، ونبيها واحد هو محمد e وكتابها واحد هو القرآن، وشريعتها واحدة هي شريعة الإسلام، ودولتها واحدة هي دولة الإسلام دولة الخلافة الإسلامية؛ نظامها أتى عن طريق وحي الله لنبيه e وهو وحده واجب التطبيق وقابل التطبيق في بلادنا، وهو وحده المنبثق عن عقيدتنا التي نؤمن بها ويوافق مشاعرنا وفطرتنا التي فطرنا الله عليها.

 

ولأنه نظام أتى عن طريق وحي الله عز وجل فهو يعالج جميع مشكلات الناس بلا استثناء بمعالجات وحلول ناجعة نافعة توافق ما في فطرة الإنسان من عجز ونقص واحتياج إلى خالق مدبر، تعالج كل مشكلات الناس بلا استثناء وتنظر إليهم نظرة واحدة، فلا تفرق بين غنيهم وفقيرهم ولا بين مسلمهم وكافرهم، بل ترعاهم جميعا على حد سواء وتجعلهم متساوين في الحقوق والواجبات.

 

هذا هو دينكم أيها المسلمون وهذه دولته التي انبثقت عنه؛ دولة ترعى وتعطي وتمنح ولا تجبي ولا تأخذ ولا تمنع، وها أنتم وقد جربتم العلمانية ردحا من الزمن فأذاقتكم الويلات الشداد وقسمتكم مزقا كخرق مهلهلة تسمى دولا بعضها لا يغطي عورة نملة، على رأس كل منها حاكم هو ناطور وضعه الغرب لرعاية مصالحه، ولقهر الأمة اختارته من أسوأ أبنائها وأعطته سلطان الأمة المغصوب منها قهرا وجبرا بقوة الحديد والنار، وها هي أمتكم تنتفض وتستيقظ من سباتها وتفيق من كبوتها وتتطلع إلى ما يعيد إليها عزتها وكرامتها فثارت ثوراتها على نواطير الغرب الأجراء بعدما أدركت خيانتهم وعمالتهم للغرب الكافر، فرأينا بن علي يهرب من تونس ومبارك يسجن في مصر وصالح يتنحى في اليمن ورأينا مصرع القذافي ورأينا ونرى مجازر نعامة سوريا المسماة “أسد”، والذي ما استأسد على أهل الشام إلا لغياب الخلافة والخليفة الراعي لأهل الشام والأمة بعمومها، وما دعمه الغرب كله إلا خوفا من ثورة أهل الشام المباركة، والتي أدركوا أنها ثورة الأمة التي تعبر عن هويتها وتنسجم مع عقيدتها وتطالب بما يعيد للأمة كرامتها وعزتها وما تنعتق به من تبعيتها للغرب الكافر، ألا وهو الخلافة على منهاج النبوة، فما كان منه إلا أن جمع خيله وخيلاءه وقضه وقضيضه وحرض كل عملائه وأتباعه وحرض كل كلاب حراسته على أهل الشام ساعيا إلى وأد ثورتهم واغتيالها قبل أن تصل إلى مبتغاها وتسقط علمانيته على أرض الشام، فجمع الصين وروسيا وإيران وحزبها في لبنان وفرنسا وبريطانيا وحكامنا الخونة الذين باعوا أمتهم ودينهم من أجل عروش نخر فيها السوس، فعقدوا المؤتمرات تلو المؤتمرات من أجل حل سياسي يبقي على علمانية النظام ويبقي أرض الشام الأبية الطاهرة في يد أمريكا فلا تقوم لأهل الشام ولا للأمة قائمة وتبقي بلادنا في حضيض الذل والعبودية لعقود أخرى من الزمن.

 

يا أهل الشام! إنكم قلب الأمة النابض وعقر دار خلافتها وقد بذلتم في ثورتكم من الدماء الطاهرة ما لا ينبغي أن يكون ثمنه إلا خلافة على منهاج النبوة، وقد رأيتم ما رأيتم من ويلات الغرب وعملائه، فلا تستبدلوا عميلا بعميل ولا خائنا بخائن، وانفضوا عنكم الخونة واقطعوا ما بينكم وبينهم من حبال، وتواثقوا على ثوابت ثورتكم الأبية:

 

1- إسقاط النظام بكل أركانه ورموزه.

2- إنهاء كل ارتباط بالغرب الكافر وعملائه وأدواته.

3- إقامة الخلافة على منهاج النبوة.

 

ولا تلتفتوا إلى كل المؤتمرين والمتآمرين على ثورتكم في جنيف وفينا والرياض وموسكو والقاهرة وأمريكا، فكلهم كيدهم إلى بوار ومكرهم سيزول وإن جمعوا حولكم وألبوا فحسبكم أن الله معكم وهو ناصركم ومعينكم، وفوتوا الفرصة على الغرب وأعوانه الخونة، فلو تمكن الغرب من ثورتكم لن تجدوا لكم ملجأ ولا ملاذاً وسيفعل بكم الأفاعيل حتى لا تقوم لكم بعدها قائمة ولا يعلو لكم بعدها صوت، وحسبكم ما يحدث معنا في أرض الكنانة وما كان بعد ركون البعض للغرب الكافر حتى إذا نالوا منهم مأربهم انقلبوا عليهم وأوغلوا في دمهم وفعلوا فيهم وفي أهل الكنانة الأفاعيل، فخذوا من الكنانة عبرة وعظة ولا تسمحوا للغرب الكافر أن يسرق ثورتكم المخلصة التي تكسرت على صخرتها كل مؤامراته واحدة تلو أخرى، وحثوا أبناءكم وإخوانكم المخلصين المجاهدين في أرض الشام المباركة على التوحد حول مشروع الأمة الذى يحمله لكم وبينكم إخوانكم شباب حزب التحرير الرائد الذي لا يكذب أهله، فهو وحده الكفيل إن شاء الله بإنجاح ثورتكم ووصولها إلى مبتغاها وإعلانها عما قريب خلافة على منهاج النبوة تقضي على وساوس الغرب وظنونه.

 

يا أهل الشام! إنها ثورتكم المباركة وأرضكم الطيبة يا أهل طوبى فطوبى لكم، دعوا ثورتكم فإنها مأمورة ووالله لو اجتمع الكفر كله عليكم ولو جمع ما جمع فلن يغلبكم؛ فثورة قامت لله لا ولن تهزم أبدا، وغدا نلتقي بكم مناصرين مبايعين في ساحات المسجد الأموي في دمشق، ويرى الله منا ما يحب ويرضى ويرى الغرب منا كل ما يكره، وإن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب؟

 

 

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عبد الله عبد الرحمن

 

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

 

 

2015_12_13_Art_O_people_of_Ash-Sham_AR_OK_1.pdf