الإرهابيون الحقيقيون يختبؤون وراء شعار مكافحة الإرهاب
(مترجم)
الخبر:
في 7 كانون الأول/ديسمبر 2015 صرح رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، أنه عندما يصبح الإسلام هدفا لأطراف غير مسؤولة، فإنه يجب على المسلمين في جميع أنحاء العالم القيام بتوضيح أن الإسلام هو دين سلمي وعادل وشامل. وبهذا الخصوص، طالب رئيس الوزراء من البلاد الإسلامية الأعضاء في رابطة جنوب شرق آسيا “الآسيان” بأن تلعب دورها وتتحمل مسؤوليتها في نشر الرسالة الحقيقية للإسلام. وقال “بوجود 240 مليون مسلم في منطقة الآسيان، فإنه من الضروري علينا كأمة في شرق آسيا أن نتوحد ونقول للعالم أن الإسلام هو دين الاعتدال والسماحة منذ زمن أجدادنا”؛ ذكر ذلك خلال مهرجان افتتاح مسجد الآسيان في مركز بوتراجايا الدولي للمؤتمرات.
وسوف تقوم ماليزيا أيضا بإرسال خبراء إلى أستراليا في شباط/فبراير العام المقبل لمساعدتها في مكافحة الإرهاب. وقال نائب رئيس الوزراء، الدكتور أحمد زاهد حميدي، أن الخبراء المعنيين سيكونون من الشرطة الملكية الماليزية، وإدارة السجون الماليزية، وإدارة الشؤون الإسلامية الماليزية (جاكيم)، وكذلك أساتذة الجامعات. وعلاوة على ذلك، سوف تتشارك مع أستراليا أيضا المعلومات السرية، على أمل أن يساعد برنامج تدريب المدربين هذا في حل المشكلة في كلا البلدين. تصريحات نائب رئيس الوزراء تلك جاءت عقب اجتماعه مع وزير العدل والوزير المساعد لرئيس الوزراء الأسترالي في مكافحة الإرهاب، مايكل كينان، في بيردانا بوترا.
التعليق:
منذ سلسلة الهجمات التي وقعت في باريس، تتواصل عملية إدانة المسلمين ووصفهم بأنهم الإرهابيون في العالم. في الواقع، فإن الدول القائمة في البلاد الإسلامية أيضا تقوم بتقليد إدانة ‘الإرهابيين المسلمين”. فبدون وجود أدلة دامغة تم اتهام المسلمين بتنفيذ هجمات باريس. إلا أن حكام المسلمين قبلوا ببساطة إطلاق هذا الوصف على المسلمين ولم يقف زعيم واحد منهم ليتحدث عن الحقيقة. هذا الحادث الدامي ليس الأول الذي يحدث في الغرب. فمنذ هجوم 11 أيلول/سبتمبر والمسلمين قد وصفوا بسهولة بأنهم مرتكبو كل حادث يقع، مع أنه في الواقع هناك العديد من الوقائع والأدلة التي تكشف أن كل هذه الأحداث هي جدول أعمال الغرب لحجز تذكرة الهجوم على المسلمين.
ولم يستبعد قادة ماليزيا توفير الحلول لمكافحة الإرهابيين وفقا لوجهة نظر الغرب. فبذلوا كل الجهود من أجل مساعدة الغرب الكافر في حل قضية الإرهابيين الذين ليس لهم وجود فقط في الغرب ولكن أيضا في البلاد الإسلامية. وبالتالي، فإن ماليزيا كرئيسة للآسيان حاولت معالجة هذه المشكلة وفقا لمعيار الغرب الذي يصرح بعداوته للمسلمين. وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى: ﴿قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾.
ووفقا لقاموس الديمقراطية الرأسمالية فإن مسمى الإرهابيين لا يطلق إلا على المسلمين. حتى وإن قتل مسلم كافرا واحدا فقط أهان الإسلام وسخر منه، فإنهم على الرغم من ذلك يوصفون بأنهم إرهابيون. ولكن، عندما تخوض فرنسا حربا ضد الشعب السوري التي أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين بما في ذلك النساء والأطفال، فإنهم يزعمون أن ذلك دفاع عن بلدهم. وعندما تقتل أمريكا الملايين من المسلمين في العراق وأفغانستان، فهي تعتبر شرطة العالم التي تحرس سلامته. ومع ذلك، عندما يحاول المسلمون في فلسطين، ومورو، وباتان، وميانمار، وكشمير، والشيشان والبوسنة الدفاع عن أرضهم من الاحتلال، فإنهم يدعون إرهابيين. وصدق فيهم قوله سبحانه وتعالى، ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾.
فيا حكام المسلمين، إن كلام الله سبحانه وتعالى هو تذكرة لنا جميعا، فلا تتسامحوا بعد الآن مع الإرهابيين الكفار الذين قتلوا الملايين من المسلمين. فإنهم في الواقع هم الإرهابيون الحقيقيون الذين يختبئون وراء شعار مكافحة الإرهاب.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سمية عمار