أمريكا تغرق في الشام فهل تنقذها جيوش المسلمين؟
الخبر:
أفادت صحيفة الديار اللبنانية يوم الاثنين الماضي أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يبحث مع عدد من الدول العربية إرسال جنودها لمواجهة تنظيم الدولة في سوريا، ولفتت الصحيفة المقربة من النظام السوري إلى مفاوضات أجراها كيري مع مصر لإرسال 20 ألف جندي، في حين يسعى وزير الخارجية الأمريكي لإقناع الجزائر بإرسال 5 آلاف جندي ومثلها من السودان، على أن تبدأ القوة في شباط المقبل إذا تم الاتفاق.
التعليق:
إنه مما لا شك فيه أن هذا الخبر يحمل في طياته بشرى وأي بشرى لأهل الشام خاصة وللمسلمين عامة، إلا أنه في الوقت ذاته يحمل ألما شديداً.
أما البشرى فهي أن هذا الخبر هو اعترافٌ رسميٌ من الدولة الاستعمارية الأولى في العالم أمريكا بفشلها الذريع في الشام، فكل خططها وكل مؤامراتها باءت بالفشل ولم تحقق شيئا مما تصبو إليه، وعلى الرغم من القوى التي تتآمر معها وتقاتل من أجلها مثل إيران وحزبها في لبنان ومرتزقتها من العراق وغيرهم، وعلى الرغم من دخول روسيا على الخط بمباركة من أمريكا منذ أكثر من شهرين، وقيامها، أي روسيا، باستخدام آلتها الحربية في تدمير ما تبقى من الشام وقتل الأبرياء للضغط على أهل الشام ومجاهديه لكي يقبلوا بالحلول المصنعة أمريكيا، ومع ذلك كان نصيب روسيا من هذه المواجهة المباشرة مع أهل الشام هو الفشل الذريع، ولذلك نراهم اليوم يتوسلون إلى الجيوش العربية لإنقاذهم مما ورطوا أنفسهم فيه، مما يدل على أن هذه الثورة المباركة منصورةٌ بإذن الله، وأنها محميةٌ بحماية الله عز وجل، وأن الدائرة ستدور بإذن الله على أمريكا وعلى كل من وقف معها وأيدها، كيف لا وقد تكفل الله بالشام وأهله؟ كيف لا وملائكة الرحمن قد بسطت أجنحتها على الشام؟
أما الألم في الخبر فهو ما فعله الطواغيت في بلاد المسلمين، إذ جعلوا من جيوش الأمة أداة في خدمة الكافر المستعمر لا أن تكون في خدمة الأمة والملة، وجعلوا من هذه الجيوش سيفا مسلطا على رقاب المسلمين لا أن تكون شوكة في حلق الكافر المستعمر وخنجرا في خاصرته.
وإننا نوجه نداءً حاراً إلى جيوش المسلمين أن ينحازوا إلى أمتهم ودينهم وأن يكونوا سنداً لأمتهم، نناشدهم الله أن ينحازوا إلى ثورة الأمة في الشام فيضربوا النظام الأسدي الأمريكي ضربة قاصمة لا تقوم له بعدها قائمة، لتعود الشام بإذن الله عقر دار الإسلام من جديد، نناشدكم الله يا جيوش المسلمين أن لا تسمعوا للطواغيت ولا تنفذوا لهم أمرا، فإنكم إن أطعتموهم أذلوكم وأوردوكم موارد الهلاك، واعلموا أن ثورة الشام ليست ثورة شعب قد انتفض على طاغية فحسب، بل هي ثورة الأمة كلها، هي ثورة أمة تريد أن تتحرر من هيمنة الغرب الكافر وعملائه لتعود سيدة الدنيا من جديد، وها أنتم ترون كيف أن الكافر المستعمر قد أدرك ذلك فألقى بكل ثقله وبكل قوته للقضاء عليها، لعلمه أنها إن انتصرت فلن يكون له مزيد بقاء في بلاد المسلمين، وسيُكنَس منها إلى غير رجعة، فلا تكونوا معهم بل كونوا معنا يا جيوش المسلمين، فتفوزوا في الدارين، وكونوا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه، وإن لم تفعلوا ولم تستجيبوا لنا خسرتم وسَربَلكُم الذلُّ في الحياة الدنيا وفي الآخرة عذاب شديد.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد خالد بليبل