روسيا تعود لخدمة بريطانيا من جديد في اليمن
الخبر:
أوردت صحيفة اليمن اليوم اليومية الصادرة في اليمن في عددها 1222 يوم الأربعاء 9 كانون الأول/ديسمبر الجاري خبرا بعنوان “يحيى صالح: دور روسي مرتقب” جاء فيه “كشف الأستاذ يحيى محمد عبد الله صالح – رئيس ملتقى الرقي والتقدم – عن قيام الحكومة الروسية بتعيين مبعوث خاص لروسيا في اليمن، مشيرا إلى أن عددا من المسؤولين في موسكو عبروا عن أملهم في أن تلعب روسيا دورا إيجابيا لإيجاد حل للوضع الإنساني في اليمن وأولها إيقاف العدوان السعودي ورفع الحصار”.
وقال يحيى صالح – في لقاء تلفزيوني مع قناة روسيا اليوم – إنه التقى خلال زيارته لموسكو بالسيد ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس بوتين للشرق الأوسط، وتم في اللقاء نقاش كل ما يحدث في اليمن منذ 2011م، موضحا بأن السيد بوغدانوف أكد تكليف سفير موسكو بصنعاء بأن يكون مبعوثا خاصا لروسيا في اليمن.
وأفاد يحيى صالح الذي أجرى مباحثات في موسكو مع عدد من المسؤولين الروس، بأن صنعاء تتطلع إلى دور روسي في تسوية الأزمة، لافتا إلى أن زيارته للعاصمة الروسية موسكو كانت زيارة سياسية ناجحة تم الإعداد لها مسبقا بهدف إيضاح الصورة للقيادة الروسية وعلاقة التنظيمات الإرهابية في سوريا بالدول المعتدية على اليمن.
التعليق:
لنعُد بالذاكرة قليلا إلى عدن ما بعد 30 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م حين خافت بريطانيا الراحلة عن عدن وجنوب اليمن بعد استعمار دام 129 عاماً، على من سلمتهم الحكم في عدن وجنوب اليمن عبر مفاوضات سرية في جنيف بين 20-29 تشرين الثاني/نوفمبر 1967م من محاولات أمريكا المرة تلو المرة الإطاحة بهم كانت آخرها في حزيران/يونيو 1978م، فالتجأت بريطانيا إلى “الاتحاد السوفيتي” لخدمتها في عدن للحيلولة دون عبث الأمريكان، فكان لها ما أرادت، وتأسس حينها حزب طليعي من طراز جديد على يد من تسلموا الحكم في جنيف من بريطانيا. واليوم مع عودة الصراع مجددا على السيطرة السياسية على اليمن بين بريطانيا بفريقيها صالح وحزبه وعبد ربه وشرعيته، وأمريكا بفريقيها الحوثي والحراك الجنوبي الذي انطلق من جمعية ردفان في 2006م.
إن ظهور من يترددون على أبواب السفارات في صنعاء كما في غيرها يتساوون مع ظهور يحيى محمد عبد الله صالح الذي لا يحمل أي صفة رسمية في زيارته لموسكو بعد تركه قيادة قوات الأمن المركزي واستقراره في لبنان، بعد زيارتين قام بها عمه “رجل بريطانيا في اليمن” للسفارة الروسية بصنعاء الأولى في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم معزيا بسقوط الطائرة الروسية بسيناء وفي الثانية منددا بإسقاط تركيا الطائرة الروسية المقاتلة سو 24 في 24 من الشهر ذاته، مما يعني أنه حمل “الدعوة الجديدة لروسيا للقيام بخدمة بريطانيا مجددا في اليمن” فوافقت موسكو على القيام بذلك وعينت سفيرها في صنعاء مبعوثا خاصا لروسيا في اليمن. كما أن روسيا تأمل من تلبيتها الدعوة البريطانية الحصول على ورقة جديدة في اليمن لإعاقة مخططات أمريكا فيها تستخدمها للتخفيف من مخططات أمريكا على حدودها، كأوكرانيا والبلدان التي تسعى أمريكا لضمها لحلف الناتو.
إن ساسة الكرملين الروس اليوم على خطا ساسة الكرملين السوفييت بالأمس يقدمون لغيرهم من ساسة الغرب ما يريدون دون أن يفوزوا بشيء من ذلك سوى التعب وقلة الحظ، فها هم الروس برغبة من أمريكا يدافعون عن عميلها بشار أسد في سوريا بعد أن فشل من جلبتهم قبلها في الدفاع عنه.
إن روسيا تتصرف بعقلية من احتل ظلما وعدوانا العديد من البلاد الإسلامية وضمتها إليها في الاتحاد الفيدرالي الروسي كالقوقاز وتتارستان وفي الكومنولث الروسي كأوكرانيا وتركستان التي تقاسمتها مع الصين لا تزال في عداء مع الإسلام والمسلمين، ويؤرقها من يعمل على استئناف الحياة الإسلامية بإقامة خلافة على منهاج النبوة كي تسترد ما وقعت عليه أيادي الروس وغيرهم وتعيدها إلى حاضنتها الأصلية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
المهندس شفيق خميس – اليمن