نفائس الثمرات
وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً
وَقَدِّمْ أَحَاديثَ الرسولِ ونَصَّهً … على كلِّ قولٍ قد أتَى بإِزائِهِ
فإِنْ جَاءَ رَأْيٌّ لِلحَدِيث مُعَارضٌّ … فلِلرأيِ فاطْرَحْ، واسترحْ مِن عَنَائِهِ
فَهَلْ مَعْ وُجُودِ البَحْرِ يَكْفِي تَيَمُّمٌ … لَمِنْ ليَسَ مَعْذَورًا لَدىَ فُقهَائِهِ؟
وهَلْ يُوقدُ الناسُ المصابيحَ لَلضِيا … إذا مَا أتىَ ردء الضُّحى بِضَيَائِهِ
سَلامِيِ على أهل الحديث فإِنهم … مَصَابيحُ عِلْمٍ، بل نُجُومُ سَمَائِهِ
بهم يَهَتدِي مَن يَقْتدِي بعُلُومِهم … وَيْرقَى بهم ذُو الداءِ عِلَّةَ دَائِهِ
وَيَحْيىَ بهم مَن مَاتَ بالجهَل قَلبُه … فَهُمْ كالحَيا تَحْيَا البقاعُ بمائِهِ
لهَمُ حُلَلٌ قد زَيَّنتْهُم مِن الهدَى … إذا مَا تَردَّى ذُو الرَّدى بِرِدائِهِ
ومَن يَكُنِ الوَحْيُ المُطَهَّرُ عِلْمُه … فلا رَيبَ في تَوفيقِهِ واْهَتدَائِهِ
وما يَستِوي تالي الحديث ومَن تلا … زَخَارِفَ مَن أهوائِهِ وهُذائِهِ
وكُنْ راغبًا في الوَحي لا عنه رَاغِبٌ … كَخَابِطِ لَيلٍ تائِهٍ في دُجَائِهِ
إِذا شامَ برقَا في سَحَابٍ مَشَى بِه … وإلا بَقِي في شكِه وامترَائِهِ …
ومَن قال: ذا حِلٌّ، وهذا مُحَرَمٌّ … بغير دَليلٍ فهو مَحْضُ افَترائِهِ
وكُلُ فقيهٍ في الحَقِيْقَةِ مُدَّع … وَيَثْبُتُ بالوحيين صِدْقُ ادْعائِهِ
هُمَا شَاهِدا عَدْلٍ، ولكن كِلاَهُما … لَدىَ الحُكْمِ قاضٍ عَادِلٍ في قَضَائِهِ
فَوَا حَرَّ قَلِبْي مِن جهُولٍ مُسَوَّدٍ … بِهِ يُقْتَدى في جَهْلِهِ لِشَقَائِهِ
إِذا قُلت: قَولُ المصطَفَى هو مَذْهَبي … مَتَى صَحَّ عِندِي لَمْ أَقُلْ بِسِوَائِهِ
يَرىَ أنها دَعْوىَ اجْتهَادٍ صَريْحَةٌ … فَواعَجَبًا مِن جَهْلِهِ وجَفائِهِ
فَسَلْهُ: أقول الله: ماذا أَجَبْتُمُ؟ … لِمَن هُوَ يَوَم الحشر عند نِدَائِهِ
أَيَسْأَلهم: ماذا أَجَبْتُم مُلْوكَكُمْ؟ … وما عظَّمَ الإِنسان مِن رُؤَسَائِهِ
أم اللهُ يَوْم الحشرِ يَمتَحِنُ الوَرَى … بماذا أجابُوا الرُسْلَ مِن أَنبيائِهِ
وهَلْ يُسْألُ الإِنسانُ عن غير أحمد … إذا مَا ثَوى في الرَّمْسِ تَحْتَ تُرابِهِ
وهَلْ قَولُهُ: يا رب قَلّدتُ غَيْرَهُ … لَدَى اللهِ عُذرٌّ يَومَ فَصْلِ قَضَائِهِ
فَهَيْهَاتَ لا يُغْنِي الفَّتَى يومَ حَشْرِه … «سِوى حُبه رب الْورَىَ واتقَائِهِ»
«وحُبِّ رَسُولِ الله بل كلِ رُسْلِهِ … ومَن يَقْتَفِيْ آثارَهُم باهْتِدائِهِ»
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته