وما تحالفكم إلا باطل سيزهق ولو بعد حين
الخبر:
قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن هذا التحالف غير مسبوق وتشكيله إشارة واضحة وقوية إلى التزام “الدول الإسلامية” ضد الإرهاب والتطرف، وأبدى ثقته بأن عدد الدول المعنية والذي يبلغ حاليا 34 سيزيد في الأسابيع المقبلة.
كما أوضح أن التحالف سيعمل على “تبادل المعلومات والمساعدة في التدريب وتسليم المعدات وإرسال قوات إذا كان ذلك ضروريا”، كما سيسعى إلى “محاربة الفكر المتطرف” بحيث يشمل المسؤولين الدينيين والمربين والقادة السياسيين “لنشر رسالة تسامح واعتدال” و”حماية شبابنا” من التطرف.
وطالب أيضاً ببذل “جهد دولي متناغم” لمواجهة تهديد الإرهاب، مشيرا إلى أن الجهود يجب أن تركز أيضا على تمويله، وأكد أن التحالف الإسلامي سيعمل على التنسيق مع الدول الكبرى لمكافحة الإرهاب.
التعليق:
لقد تحالف حكام البلاد الإسلامية على محاربة الإرهاب وأعلنوا إنشاء تحالف عسكري، وهم بذلك أعلنوا جهارا وقوفهم إلى جانب أعداء الإسلام وأهله بعد أن كانوا يوارون عمالتهم العمياء للغرب من أجل إبقائهم في السلطة وليحافظوا على كراسيهم المتزعزعة.
لقد تحالفتم أيها الحكام على محاربة الإرهاب!! أنفهم من هذا التحالف أنكم ستحررون الأقصى من رجس يهود؟! هل ستنظرون لاحتلال يهود للأراضي المقدسة وقتلهم الأطفال والنساء أنه إرهاب ويجب إعلان الحرب وإرسال جيوش المسلمين موحدين تحت راية الجهاد؟ وهل ستعلنون الحرب على نظام بشار الطاغية وتعاقبونه على استخدام آلته الحربية الهمجية ضد شعبه الأعزل لأنه قال هي لله هي لله؟؟ وهل ستوقفون غارات الطائرات الروسية على المدنيين العزل في سوريا والتي تستهدف المدارس والمستشفيات والأسواق باعتبارها دولة إرهابية؟ وهل سترسلون من يقضي على البوذيين الذين أذاقوا أهلنا الروهينجيا كل أصناف العذاب من حرق وتقطيع وتشريد؟ وفي العراق واليمن وليبيا وغيرها من البلدان، هل ستعاملون كل من حمل السلاح فيها أنه إرهابي أم أنكم ستكيلون بمكيالين كما يفعلون أسيادكم بتصنيف المقاتلين بجدول إما الاعتدال وإما التطرف؟
أسئلة نضعها برسم إجابتكم يا من لا تملكون زمام أمركم فكيف بزمام أمر شعوبكم، يا من تغاضيتم عما يحصل طوال هذه السنوات الخمس في سوريا من مجازر دموية، ولكن ما فتئتم تستعملون المال السياسي لحرف الثورة والالتفاف عليها بما يناسب مصالح أسيادكم… يا من تواطأتم مع يهود وعقدتم معهم معاهدات الخيانة والذل والتطبيع وسكتم عن الحروب المتتالية على غزة والحصار المفروض عليها وعلى أهلها طوال هذه السنوات الطوال، وشاركتم في غرس هذا الاحتلال الإرهابي في قلب عالمكم الإسلامي وأجبرتم الأمة على البقاء في هذا الحال الذليل…!! يا من ترسلون المساعدات الإنسانية والخيم للروهينجيا في حين إنهم كانوا بحاجة لهذا التحالف العسكري لترسلوا الطائرات للدفاع عنهم كما تفعل الدول الكبرى عندما تتعرض إحدى مصالحها للخطر وكما فعلت فرنسا بعد التفجيرات في عقر دارها؛ إذ قبل أن تمضي 24 ساعة على فاجعتهم سارعت بإرسال قواتها الفرنسية لتبدأ حربها على “الإرهاب” وخاصة في سوريا للقضاء على ثورتها المباركة.
عن أي إرهاب تتكلمون وأي إرهاب ستعلنون الحرب عليه!! أهو الإرهاب الذي تحاربه الدول الغربية الكافرة بعد أن ربطته بالإسلام والمسلمين؟ فمنعوا الحجاب والنقاب وإطلاق اللحى وبناء المساجد، وتدخلوا في مناهج التعليم لإعادة تشكيل الخطاب الديني بما يناسبهم ويناسب ديمقراطيتهم. فالحرب هم أعلنوها على كل من يرفع راية لا إله إلا الله ويطالب بتحكيم شرع الله، وها أنتم أيها الحكام قد وقفتم في الخندق نفسه وأعلنتموها صراحة أن لا حكم إلا حكم العلمانية والديمقراطية وستذودون عنه بكل قوتكم العسكرية بعد أن كان يقتصر الأمر على قوتكم السياسية بإرضاخ شعوبكم والتجسس عليها.
لقد صدق في هؤلاء اللئام من الحكام حديث المصطفى r «سيأتي على الناس سنوات خداعات يؤتمن فيها الخائن ويخوّن فيها الأمين، ويُصدّق فيها الكاذب، ويكذّب فيها الصادق، وينطق الرويبضة»، قالوا: وما الرويبضة؟!، قال: «الرجل التافه ينطق في أمر العامة»… وحديث رسول الله r «سيلي عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لا يقضون لكم، فإن أطعتموهم أذلّوكم وإن عصيتموهم قتلوكم»، قالوا فما تأمرنا يا رسول الله قال: «كونوا كأصحاب عيسى عليه السلام نُشّروا بالمناشير وحمّلوا على الخشب، فوالذي نفسي بيده لموتةٌ في سبيل الله خير من حياة في معصيته».
إن الأمة الإسلامية تواقة لتتوحد على كلمة واحدة وتحت راية واحدة، وذلك بعد أن قسمتهم هذه الحدود وأضعفتهم تلك الرابطة الوطنية التي حلًّت مكان عقيدتهم الإسلامية، فسوء الأوضاع التي تمر بها البلاد الإسلامية من حروب مدمرة وتشريد وتهجير حركت في عروق الأمة دماء العزة والكرامة، بعد أن شعرت بالذل والهوان، فوقفت على أقدامها تصرخ بأعلى صوتها: (ارحلوا عنا أيها الحكام).. كفانا ذلاً وهواناً وصغاراً.. ارحلوا عن أرض المسلمين، فقد أصبحت الحجارة تشتكي من ظلمكم، والبهائم العجماء تتأذى من وجودكم؛ حتى الطيور في السماء والحيتان في البحار!!.. ولم تكتف الأمة بالصراخ وإعلاء الصوت، بل إنها وقفت وقفة رجل واحد تدفعهم للرحيل دفعا، تُقدم الشهداء تلو الشهداء غير خائفة ولا آبهة بكم!!
إن تحالفكم المخزي هذا لا يُعد انتصاراً للأمة الإسلامية ولا حتى لأوطانكم التي كرستم القضاء على هويتها الإسلامية، فالانتصار الحقيقي بالنسبة لنا يكون عندما تتحد جيوش هذه الأمة الكريمة، تحت راية “لا إله إلا الله محمد رسول الله“، وشعار “الله أكبر والعزة للإسلام“، وتسير هذه الجيوش تفتح الأمصار تلو الأمصار كما فعل سلفها في عهد الخلفاء الأبرار!! فتدوس الأمة على هذه الحدود والسدود التي تمزق بلاد المسلمين وتشتت شملهم وتفرق جماعتهم، وتحتفل الجيوش في ساحات المسجد الأقصى المبارك بعد أن تحرره، وهي تهتف بأعلى صوتها “الله أكبر والعزة للإسلام“، ﴿وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾!!
عندها تفرح الأمة جميعاً بنصر الله: ﴿… وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
رنا مصطفى