كيف يكون التحالفُ إسلامياً
وهو عازمٌ على قتل المسلمين، بأوامر من أعدائهم الكافرين!!
الخبر:
تتابعت الأنباء من السعودية – بحسب صحف ووكالات إخبارية متنوعة – عن إنشاء تحالف عسكريٍّ (إسلاميٍّ) مكون من (34) دولة لمحاربة الإرهاب، منها (15) دولة عربية عدا عُمان والجزائر، كما لم تُدعَ سوريا ولا العراق، والباقي دولٌ (إسلامية) ليس من بينها إيران، أعلن عن التحالف الأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع السعودي، وأن هذا التحالف ليس بديلا عن التحالف الدولي لمحاربة “تنظيم الدولة”، وجاء في بيانٍ لوكالة الأنباء السعودية أن هذا التحالف سيكون بقيادة المملكة، ويكون مقره في العاصمة الرياض لقيادة العمليات والتنسيق، إذ أعلن اللواء أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، أنه:
1- تم إنجاز الخطوة الأولى من تشكيل التحالف، وهو الجانب السياسي،
2- وأن «الخطوة اللاحقة هي إنشاء مركز عمليات مشترك في الرياض».
ووفقا للبيان المذكور فإن التحالف جاء «انطلاقًا من أحكام اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة «الإرهاب» بجميع أشكاله ومظاهره، والقضاء على أهدافه ومسبباته، وأداءً لواجب حماية الأمة من شرور كل الجماعات والتنظيمات «الإرهابية» المسلحة، أيا كان مذهبها وتسميتها، التي تعيث في الأرض قتلا وفسادا، وتهدف إلى ترويع الآمنين». (القدس العربي). كما أكد عادل الجبير وزير الخارجية السعودي أن التحالف “ليس تحالفا سُنِّياً أو شِيعِيَّاً بل هو تحالف ضد الإرهاب والتطرف”.
التعليق:
لا يحتاج المتابعُ كبيرَ جُهدٍ لفهم موضوع التحالف هذا، فقد عوَّدنا حكام المسلمين – بتبعِيَّتهم لأعداء الأمة من الكفار وانبطاحهم لهم – على وضع كل ما يَصدرُ عنهم من تصريحات أو قرارات في دائرة من الشكّ المريب. فما زعَموهُ من انطلاقهم من اتفاقية منظمة التعاون الإسلامي لمكافحة الإرهاب، وأن واجب حماية الأمة من الأخطار هو ما حملهم على تشكيل ذلك التحالف… فمحضُ كَذبٍ وادعاءٍ رَخِيصَيْن لا تنطلي أمثالُها على شعوب المنطقة، فما أصابهم من جور حكامهم يفوق الوصف.
والحق الذي لا يختلف عليه اثنان: أن دواعي تأسيس التحالف المذكور، أوامرُ ودعواتٌ مُلِحَّة صدرت عن الإدارة الأمريكية متمثلة بقادتها، وإليكم البيان:
1- قال جون ماكين وأيَّدهُ ليندسي غراهام في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي: “أنه من الضروري تشكيل قوة عسكرية مكونة من (100) ألف جندي معظمهم من السُّنَّة بالإضافة لجنود أمريكيين من أجل محاربة “تنظيم الدولة”، وأن حشد العدد الأكبر من تلك القوة ليس صعباً على مصر بل سيكون صعباً على السعودية والدول الأصغر وأنه بإمكان تركيا المساهمة فيها”. (جي بي سي نيوز في 2015/11/30).
2- استباق كارتر وزير الدفاع الأمريكيّ زيارتَه للعراق – الأربعاء 2015/12/16 – بدعوة صريحة لا تقبل التأويل حَث فيها دُوَلاً كالسعودية وغيرها من دول الخليج على تصعيد جهودها في مقارعة الإرهاب. (الصباح العراقية في 2015/12/17).
3- تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري السابقة الداعية إلى ضرورة وجود قوات عربية وإسلامية على الأرض لمحاربة “تنظيم الدولة”. (العرب في 2015/12/17).
4- وصرَّح كيربي/ المتحدث باسم الخارجية الأمريكية: أن “إعلان التحالف السعودي لم يكن مفاجئا”. (الشرق الأوسط وCNN في 2015/12/17).
5- وغيرها كثيرٌ لمن أراد المزيد.
نَخلصُ من ذلك: إلى أن التحالف العسكري الجديد، جاء بموافقةٍ أو تَوافُقٍ ضمني من قبل أمريكا، وبالرغم من احتمال أن يكون مجردَ قرارٍ آنيٍّ أو مُستعجلٍ أمْلتْه طبيعة الظروف التي تحيط بالسعودية فيما يتعلق بتورُّطها في الملف اليمنيّ، ومحاولات إيران اختراق أمنها عبر أنصار لها في المنطقة الشرقية، أو صراعاتٌ بين أفراد العائلة الحاكمة، أو كسابقاته من القرارات والعهود العاطفية التي قطعها حكام الضرار على أنفسهم فيما عُرف بالجامعة العربية، أو المؤتمر (الإسلاميّ) عفا عليها الزمن، لكنَّ القوات العسكرية في إطار ذلك التحالف والتي يجري الإعداد لوضع آلياتٍ لجمعها وتصنيفها مرشحةٌ للقيام بأقذر الأدوار، نذكر فيما يلي أبرزَها:
الأول: الانخراط الفعليّ في القتال الدائر في سوريا تحت يافطة “محاربة التنظيم”، والتوسع فيه لإضعاف شوكة المقاومة الإسلامية في الشام أو القضاء عليها، سيَّما وأن السعودية وأبرز الدول المشاركة في التحالف الجديد ضالعةٌ في المؤامرة القذرة لإجهاض الثورة السورية المباركة، يدلُّ عليه: تأكيد السعودية أن التحالف الإسلامي لا يواجه فقط تنظيم “الدولة الإسلامية”، بل ستتجه عملياتُهُ إلى كافة التنظيمات الإرهابية الأخرى التي تهدد المنطقة، كما أوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست: “أن التحالف السعودي سيركز على التهديدات الإرهابية التي تهدد أعضاءه، والذي من المؤكد أنه أوسع من “تنظيم الدولة””. (القدس العربي).
الثاني: احتمال حصول فتنة أو قتال طائفيْيَن في العراق جراء الاحتكاك بين قوات الحلف والمليشيات الشيعية المتربصة، والتي أعلن زعيمها (أبو مهدي المهندس) بقوله: “أن التحالف السعودي المذكور هو موجَّهٌ ضِدَّنا” يعني قوات الحشد الشعبية، فقد ورد في الأخبار: أن مِن مَهامّ التحالف التدخلَ العسكريَّ في سوريا والعراق، حيث سيتم التنسيق مع إدارة الحكم الذاتي لإقليم كردستان العراق لتأمين شرعية التدخل، فضلا عما يمكن قراءتهُ من بين طيات الكلام آنف الذِّكر أنهم لن يقتصروا على مقاتلة “التنظيم”.
الثالث: وهو أخطر الأدوار، بأن يتم إعداد قوات الحلف للمستقبل في حال فشلت كل المؤامرات الدنيئة لإيقاف عجلة ثورة الشام المباركة، ويسَّر الله عزَّ وجلَّ قيام دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هناك، لتكون تلك القوات أولَ مهاجمٍ لها، وكدليل على بطلان شرعيَّتها باعتبار أنَّ من يُقاتلها هم المسلمون أنفسهم فلطالما اقترن اسم الإسلام بالإرهاب في الإعلام العالمي الغربيّ الموَجَّهِ وتوابعهِ في بلاد المسلمين..!
وفي الختام، فإننا نرجو الله سبحانه أن يجعل بأس الكافرين بينهم شديداً، وتدميرهم في تدبيرهم، ويُعلي راية الحق والعدل بسواعد عباده المخلصين الصادقين، ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الرحمن الواثق – العراق