جنيف2 والصراع الدولي في اليمن
لم يعد خافيا على كثير من الناس أن الصراع في اليمن هو صراع دولي بأدوات إقليمية ومحلية، ومغلف بالطائفية لجذب المزيد من الشباب كوقود لهذه المعارك التي يديرها الأعداء وينفذها العملاء، ويكون أغلب وقودها هم المسلمين البسطاء المضللين من قبل شياطين الإنس الجبناء، وإن المفاوضات في جنيف أو غيرها ما هي إلا استراحة محارب وإن الهدنة التي يعلن عنها ما هي إلا لإعادة ترتيب الجبهات بشكل جديد. فالمفاوضات الجارية في جنيف فشلها ظاهر للعيان؛ فهي تعقد بشكل ثنائي مع مبعوث الأمم المتحدة، فقد تزايدت وتيرة المواجهات العسكرية قبيل موعد انعقاد المفاوضات، والهدنة التي أبدى الطرفان الموافقة عليها تحدث فيها خروقات من الطرفين، بل إن الاعتقالات السياسية تزايدت من قبل الانقلابيين، وكذلك محاصرة مدينة تعز ذات الكثافة السكانية، ومنع دخول المساعدات الغذائية لسكانها واستمرارهم في فرض حصار خانق عليها، وكذلك تزايد المواجهات في الجبهات مثل مأرب والجوف وغيرها بل وظهور جبهات جديدة في ساحات القتال، وهذا يؤكد استمرار الصراع الإنجلو – أمريكي والمواجهات العسكرية بين الطرفين، بل إن سخونتها ستتصاعد ونزيف الدم سيزداد ومحاولة كسر ذراع كل طرف من قبل الآخر مستمرة. فكل فريق يظن أن الكعكة كلها ستكون من نصيبه، ولا توجد مؤشرات قوية لتوافقهما على تقاسم السلطة وإنهاء الصراع مؤقتا. فتعز تستعر الحرب فيها منذ أكثر من سبعة أشهر، وهي حرب استنزاف، ولا توجد جدية حتى من قبل قوات التحالف على إنهاء الحرب فيها، وعلي صالح لا يزال يمتلك صواريخ روسية متطورة، وهو ينزل ضربات موجعة بقوات التحالف والمقاومة الشعبية لإرباك الحل السياسي عندما تضغط أمريكا بقوة لفرضه لصالح عملائها الحوثي والحراك لإنقاذهم…
إن المؤشرات تدل على صعوبة الحسم من قبل أي طرف في المدى القريب، وإن المواجهات العسكرية ونزيف الدم مستمرة. إنه لمن المحزن أن تكون اليمن ساحة صراع للكفار بأدوات إقليمية ومحلية تسيل فيها دماء المسلمين من أجل تنفيذ مخططات أعداء الإسلام، ولن يوقف هذه المواجهات والصراعات والمآسي المستمرة في بلادنا إلا أن يتحقق أمران:
الأول: أن يعي أهل اليمن على حقيقة هذا الصراع فيتخلوا عن الكفار وعملائهم.
الثاني: أن يضعوا أيديهم في يد حزب التحرير؛ تلك القيادة المخلصة الواعية التي تمتلك مشروع النهضة الصحيح المتمثل في إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. ليعود أهل اليمن كما كان أجدادهم من قبل أهل المدد وأنصار الرسالة وقادة الفتوحات.. وتعود اليمن ولاية قوية في دولة قوية مرهوبة الجانب يحسب لها الأعداء ألف حساب، دولة جامعة للمسلمين؛ خلافة راشدة تكون منارة للعلم والعدل في ربوع العالم.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شايف الشرادي – اليمن
2015_12_21_Art_Geneva_2_and_the_nternational_conflict_in_Yemen_AR_OK.pdf