مؤتمر الرياض خيانة للأمة
منذ ثورة الربيع العربي أدرك الغرب وعلى رأسه أمريكا أن هذه الشعوب قد ثارت على أنظمة إرهابية ودكتاتورية فاسدة أخلاقياً، وأنها، أي الشعوب بدأت تدرك أن تلك الأنظمة هي صنيعة الاستعمار والاحتلال، ولا أدل على ذلك من تدخل الغرب بقيادة أمريكا في كل شاردة وواردة ومؤتمرات ومفاوضات.
وبناء على ذلك لا بد من إيقاف تطلعات الشعوب التي تريد أن تحرر نفسها من ربقة الاستعمار وتوجيهها إلى درجة تمزقها أكثر فأكثر قبل أن تنقلب الأمور ولا بد من انحرافها، فسعت جاهدة إلى أن تجعل المظاهرات والمسيرات السلمية أن تكون مسلحة لتجعل لها (أي الغرب وأمريكا) مبرراً للتدخل باسم الإرهاب، وهنا جاء التدخل الإيراني والروسي لعجز النظام السوري عن مواجهة ما يحصل في سوريا، ويبدو أنهما لم يستطيعا أن يحسما الأمر، ولهذا كان مؤتمر الرياض لاحتواء من هم محسوبون على طائفة معينة ولاستكمال تقاسم الأدوار إذا ما تمكن الغرب بقيادة أمريكا أن يوصلوا المنطقة إلى ما يسمى الشرق الأوسط الجديد، ولكن سوريا فيها أناس مخلصون وشعب يتطلع إلى الخلاص من الاستعمار والاحتلال، ولا أدل على ذلك من فشل كل المفاوضات التي قادتها أمريكا في جنيف وغيرها، حيث يراد صرف أنظار الناس إلى ما يسمى إسلاماً معتدلاً أو إسلاماً متطرفاً أو إرهابياً.
لقد كان المؤتمر بمثابة احتواء من إيصال رسالة أن مرجعية الطائفة السنية هي السعودية للالتفاف على الفصائل المجاهدة هناك، فهي خدمة مكشوفة قد بان عوارها، وقد ظهرت تصريحات من بعض قادة الفصائل في سوريا المجاهدة ومن أتباعهم أن هذا المؤتمر هو خيانة.
﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسلم عبد الغفور