التدخل الغربي في سوريا لن يجلب شيئا
سوى مزيد من الاضطهاد ومزيد من المآسي للشعب السوري
(مترجم)
الخبر:
نشر موقع الجزيرة الإخباري، في 2015/12/19 خبرًا مفاده أن مجلس الأمن وافق بالإجماع على مسودة القرار لمحادثات السلام في كانون الثاني لوقف إطلاق النار الذي يهدف إلى انتهاء الحرب في سوريا. استنادًا إلى تصريحات وزير الخارجية الأمريكية جون كيري فإن الهدف من القرار هو تأليف حكومة انتقالية في الستة أشهر الأولى لتمهيد الطريق أمام الانتخابات خلال 18 شهرًا القادمة. الاتفاق سيتضمن تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق المسمى بداعش وجبهة النصرة، مع العلم أنه لم يذكرهما الأسد من الجماعات الداخلة في محادثات السلام.
التعليق:
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَإِذا قيلَ لَهُم لا تُفسِدوا فِي الأَرضِ قالوا إِنَّما نَحنُ مُصلِحونَ أَلا إِنَّهُم هُمُ المُفسِدونَ وَلٰكِن لا يَشعُرونَ﴾ [البقرة: 11-12].
نحن ندرك تمامًا مدى دقة وصف القرآن الكريم وخصوصًا عند إمعان النظر في الواقع السياسي في سوريا، وإمعاننا في قرارات الأمم المتحدة واتفاقياتها، والنظر أيضًا إلى محادثات السلام التي يتشدق بها رجال السياسة في الغرب تحت ما يسمى بنشر السلام في العالم. مما لا شك فيه أن الأيديولوجية السياسية الجشعة للغرب وفسادهم السياسي، هم المسؤولون الوحيدون عن استمرار القتل والدمار وزيادة الصراع في سوريا، كما يحصل في العديد من دول العالم الإسلامي. الغرب ودُماهم المتحركة من حكام المسلمين لا يحركون ساكنًا أمام مجازر نظام الأسد الذي يرتكب المجازر التي لا توصف بالبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية ضد الأبرياء من الشعب السوري. خلال الخمس السنوات السابقة، أكثر من 300000 من النساء والأطفال والرجال استشهدوا، وعشرات الآلاف أصبحوا معاقين، وأكثر من 4 ملايين لاجئ في الدول المجاورة.
الحقيقة هي أن الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا ليسوا معنيين في إنهاء تلك الحرب الضروس وليسوا معنيين بمستقبل الشعب السوري، بقدر تعاونهم مع أكثر من جهة قتالية تضمن بقاء نظام الأسد وتنظيم الدولة والجيش السوري الحر لتحقيق ما تهدف إليه الأجندة السياسية في الشرق الأوسط. الهدف البديل لهذا التحالف العسكري هو قطف ثمار هذه الثورة وحرفها عن مسارها الصحيح، لعدم تحقيق أهدافها الإسلامية في سوريا. والذي أثبت ذلك، تضحياتهم المستميتة المخلصة لإسقاط هذا النظام المستبد وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
المسار المحدد للتدخل الغربي في البلاد الإسلامية، هو دليل واضح على أن التدخل الأجنبي سيجلب المآسي للمسلمين في سوريا ومزيدًا من الأذى للأرض المباركة الشام، ولن يجنوا خيرًا من ورائه. محاسبة الأسد على جرائمه المرتكبة بحق شعبه والتي لا تنتهي، لم يتم نقاشها في هذا الاجتماع، وبالرغم من تدخل أمريكا العسكري في أفغانستان منذ 14 سنة لم يحل الاحتلال الغربي مشكلة الشعب الأفغاني المسلم، والمسلمون في العراق يدفعون ثمنًا غاليًا للتدخل الأمريكي الذي لم يجلب للعراق سوى التقسيم والدمار.. والمسلمون في سوريا إذا ما سمحوا للتدخل العسكري أن يحدد لهم مستقبلهم السياسي، وسمحوا لديكتاتور آخر غربي يحكم بلادهم، فإن هذا سيدخلهم في دوامة الاضطهاد والمآسي دون شك، وكل تضحياتهم ستذهب سدى.
يجب على المسلمين في سوريا أن يرفضوا بشكل قاطع مثل هذه القرارات وعملية السلام من قبل حكومات الكفر، ويجب أن يصمموا على تحقيق البديل لهذا النظام، لتحكيم الإسلام، تحت ظل الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
فهميدة بنت ودود