Take a fresh look at your lifestyle.

ما معنى الأحداث الأخيرة؟ (مترجم)

 

 

ما معنى الأحداث الأخيرة؟

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

قال الرئيس أردوغان، “ستهلكون في الخنادق التي حفرتموها”، وذلك في إشارة لاستمرار العمليات حتى يتم مسح المنطقة. (المصدر: وكالات أنباء)

 

التعليق:

 

بدأت عملية كبيرة، بناء على أمر من الحكومة، وخاصة في منطقة صور في ديار بكر وفي سيلوبي وسيزر في منطقة سيرناك، قامت بها قوات الأمن من أجل ردم الخنادق التي حفرها حزب العمال الكردستاني. إلا أنه مع انخفاض قوات الأمن يتعين على الجيش أن يتدخل في هذه العمليات. ولكن، إلى متى سيستمر هذا الوضع؟ إن الرأي السياسي في هذه الأحداث ليس بالأمر اليسير، حسب رأيي، فربما تستمر هذه الأحداث طالما استمر الوضع في سوريا كما هو. وبالتالي، فإنه لا يستقيم تقييم هذه الأحداث الأخيرة بمعزل عن آخر التطورات في سوريا. وفي ضوء هذه الأحداث، فيمكن قول ما يلي:

 

  1. الخطوة الأولى تتعلق بحل المسألة الكردية، وهي خطة أمريكية وقد تم وضع تصوراتها أثناء عملية أوسلو. إلا أنه بعد تسرب مضمون الاجتماع إلى الصحافة، أطلقت الحكومة مبادرة الخابور من خلال السماح لبعض عناصر حزب العمال الكردستاني المسلح من قنديل بدخول تركيا، بهدف ضمان السلم المجتمعي. ولكن بما أن محاولة الحكومة هذه قد فشلت أيضًا، فقد تم تجميد هذه القضية لفترة من الوقت حتى اندلعت الثورة في سوريا…
  2. بعد اندلاع الثورة في سوريا، تم تفعيل هذه القضية مرة أخرى من أجل السماح لعناصر حزب العمال الكردستاني المسلح بالمرور إلى سوريا بهدف قتال بعض الجماعات الإسلامية المخلصة التي لم يتمكن النظام السوري من التعامل معها. في المقابل، تراجع عدد صغير من عناصر حزب العمال الكردستاني المسلح داخل أراضي تركيا.
  3. إلا أن رئيس الوزراء أردوغان قد طالب بمغادرة كافة العناصر المسلحة أراضي تركيا في إشارة إلى أن هذا العدد لم يكن كافيًا. وعلاوة على ذلك، فقد قام عبد الله أوجلان في آذار/مارس 2013، المسجون في إمرالي، بنشر رسالة أعرب فيها عن أن “فترة الكفاح المسلح قد وصلت إلى نهايتها”، وأن “النضال يجب أن يستمر بشكل ديمقراطي”. لكن على الرغم من كل ذلك، فإن عناصر حزب العمال الكردستاني داخل تركيا لم تترك تركيا وبالتالي تنفذ أوامر قنديل وتدحض دعوة أوجلان.
  4. إنه من المعروف أن أوجلان لديه تأثير على سكان الشرق والجنوب الشرقي. ولكن على الرغم من هذا، فإن تأثيره على قنديل وكذلك على الجماعات المسلحة محدودة للغاية. إلا أن قنديل، ومن خلال جميل باييق، ليس لديه تأثير على الناس وإنما على الجماعات المسلحة. وبناء على ذلك فقد استمرت هذه الجماعات المسلحة بالنضال ضد الحكومة. إلى جانب ذلك، لم تتحقق دعوة باييق “للثورة” وقد ساهم الناس في ذلك بشكل كبير. ويظهر لنا من هذا أن إمرالي (الجانب الأمريكي) وقنديل (الجانب البريطاني) لديهما وجهات نظر مختلفة لحل المشكلة.
  5. لذلك، فهناك جناحان داخل حزب العمال الكردستاني، حيث تراجع الجانبان بالتزامن مع حفر الخنادق الأخير وتصاعد العنف وهو ما يؤكد ما قلناه آنفًا. فقد قال باييق: “هذه السنة ستكون السنة الأخيرة”، وقد قال في مقابلة أخرى: “لم يقرر أوجلان ولا حزب الشعب الديمقراطي انسحاب القوات المسلحة من تركيا. إننا من يملك مثل هذا القرار”.
  6. فلو كان الناس في الشرق والجنوب الشرقي قد أيدوا دعوة باييق “للثورة” بشكل حقيقي، لكان حزب العدالة والتنمية حينئذ في وضع حرج جدًا. ويعزم حزب العمال الكردستاني من خلال تقليد بعض التطورات في سوريا على تحقيق الشيء نفسه في هذه المنطقة.
  7. من المعروف أن الكافر المستعمر، وخاصة أمريكا وبريطانيا، يقومون بمعاركهم السياسية في تركيا. فبريطانيا تريد التضييق على الحكومة في السياسة الداخلية وسياستها في سوريا عن طريق تغذية وإثارة هذه القضايا. لأنه إذا استمرت فستستهلك الحكومة جزءا كبيرًا من طاقتها في معالجتها وستضطر للحد من سياستها في سوريا. ولهذا، فإن إغراق تركيا بمثل هذه القضايا سيعوقها عن لعب دور فاعل في سوريا. أما بالنسبة لأمريكا أو للحكومة؛ فستقومان باستغلال هذه القضايا وفقًا لمصالحهم الخاصة، وسيتخذون خطوات أخرى لحل هذه المشكلة. في الحقيقة، فقد كانت الحكومة تخشى من قيام الناس “بثورة بيضاء” قبل انتخابات 1 تشرين الثاني/نوفمبر ومن عدم الاستقرار المجتمعي والاقتصادي، إلا أنها حصلت على نحو 50٪ من الأصوات ورجعت إلى السلطة وحدها مرة أخرى.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

يلماز شيلك

2015_12_27_TLK_1_OK.pdf