عجبا لكم أيها المحتفلون بمولد النبي e!
إلى إعلام الحكام وأبواقهم من المشايخ ووزارات أوقافهم الذين يحتفلون بمولد رسول الله e، نقول لهم إن المحب لمن يحب مطيع فأين دليل محبتكم لرسول الله e، يقول سبحانه وتعالى: ﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾، فأين أنتم من محبة رسول الله e، أي أين أنتم من طاعته والسير بحسب سنته.
عندما أذِن الله بمولد رسوله e أزال عن وجه الأرض أعظم جيش أراد أن يهدم الكعبة، فأرسل عليهم طير الأبابيل، وهي طيور صغيرة تحمل في أرجلها حصى أصغر من حبة العدس! كانت سببا في هلاك جيش عرمرم لكنه كان على باطل، وعندما أذِن الله بمولد رسوله e اهتز عرش كسرى وقعت أربعة عشر شرفة من شرفات قصره، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام.
وعندما أذِن الله بمولد رسوله e خرج من أمه نور أضاء ما بين السماء والأرض.
أتعلمون ما معنى ذلك؟
إنه ميلاد عهد جديد للبشرية، ميلاد نور وهداية بعد الظلام والجهل الذي تعيشه الدنيا، إنه ميلاد أمة لن تموت حتى يرث الله الأرض ومن عليها، إنه ميلاد أمة أُزيلت لوجودها جيوش الظلم بهلاك أبرهة الأشرم، إنه ميلاد أمة زلزلت عروش كسرى وأطفأت نيران المجوس، إنه ميلاد أمة بلغت حضارتها مشارق الأرض ومغاربها، أمة حكمت الأرض بالعدل والرحمة.
فعجبا لكم، تدّعون حب رسول الله e وتحاربون شرعه، تدّعون أنكم من أتباعه، وأنتم تحاربون وتعادون أولياءه، تدّعون بأنكم تحبونه وأنتم سلّمتم أرض الله ومقدساته لليهود والنصارى، تدّعون أنكم فرحون بميلاده وأنتم تنشرون كل رذيلة وكل نقيصة بالليل والنهار، ثم تدّعون حبّه! فتعسا لكل من ادعى حبه e ثم حاد عن شرعه، وحارب من يعمل لإحياء سنته، تدّعون حبّه وتمنعون دعاة الله من حمل رسالته، بل وتزجون بهم في سجونكم، ليس لهم ذنب إﻻ أنهم قالوا نريد شرع محمد e أن يحكمنا.
إن من يفرح بميلاد محمد e يعمل لتطبيق سنته، يعمل من أجل إقامة دولته e، إن من يفرح بميلاد رسول الله e لا يقبل إﻻ برايته، إن حب رسول الله e ليس قوﻻ باللسان ومحاربة لشرعه بالجوارح، إن حب رسول الله e يقتضي أن نصل الليل بالنهار حتى نقيم شرعه الذي جاء به من عند الله العزيز الحكيم.
إن الاحتفال الحقيقي بميلاد رسول الله e هو بالعمل الجاد والحقيقي لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة وإلى هذا ندعو العلماء والمشايخ وقد نفضنا أيدينا من الحكام الرويبضات العملاء، بأن يعملوا ويحثوا المسلمين للعمل لإقامتها، بل وأن يطالبوا الجيوش وأهل القوة والمنعة بأن يعطوا النصرة لحزب التحرير وتسليمه الحكم ليقيمها خلافة على منهاج رسول الله e، بهذا يكون إحياء مولد رسول الله e وليس فقط بالاحتفالات والتشريفات.
إن احتفالنا هو بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة، خلافة تنشر العدل بين الناس، خلافة تعيد للمسلمين عزتهم وكرامتهم، خلافة تزلزل عروش الظالمين، ندوس بسلطانها رايات سايكس وبيكو ونرفع راية رسولنا e فوق عواصم الكفر والضلال، لندخلها في حكم الإسلام. إن الله وليّ ذلك والقادر عليه.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
علي الدقس – أبو مصعب