مسابقة لاختيار ملكة جمال العراق بعد أكثر من 40 عاماً من الانقطاع!
الخبر:
اختيرت شيماء قاسم ملكة جمال للعراق لعام 2015، في حفل نظم في بغداد، بعد أكثر من أربعين سنة من الانقطاع على تنظيم هذا النوع من المسابقات في العراق. واعتبر منظمو هذه المسابقة أنها خطوة هامة من أجل العراق، ورسالة إلى من وصفوهم بالإرهابيين، بأن الثقافة والجمال ما زالا مستمرين في العراق. (بي بي سي)
التعليق:
تنظم هذه المسابقة لاختيار ملكة جمال العراق، بينما العراق غارق في الحروب والصراعات، وأهله – لا سيما النساء والأطفال – يعانون ويقاسون الأمرين نتيجة الحروب والصراعات المتلاحقة منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وحتى يومنا هذا حيث الحرب على “الإرهاب” ومحاربة تنظيم الدولة. فقد خلفت هذه الحروب وراءها أكثر من 1.5 مليون أرملة وأكثر من ثلاثة ملايين يتيم حسب تقارير المنظمات الحقوقية مما حمل المرأة أعباء فوق طاقتها وجعلها تقاتل لتوفير لقمة العيش لها ولأطفالها، إضافة إلى وجود عدد كبير من النازحين في العراق منذ بدء الحرب على “الإرهاب”، وقد مثلت النساء والفتيات ما نسبته 51% من أعداد هؤلاء النازحين، هذا عدا عن الدمار والخراب والقتلى والجرحى.
ثم إن هذه المسابقة تتعارض مع أحكام الإسلام، ومع القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد السائدة في بلد مسلم كالعراق، ففكرة إقامة مسابقات لاختيار ملكات الجمال هي فكرة دخيلة على المسلمين، جاءتهم من الحضارة الرأسمالية، التي تنظر للمرأة على أنها سلعة، تقاس قيمتها بمظهرها، وفق معايير ومقاييس وضعوها لجسد المرأة، مما جعل النساء يتسابقن إلى دور الأزياء والموضة وإلى مواد التنحيف ومستحضرات التجميل لأن المرأة إن كانت غير جذابة فليس لها أي قيمة عندهم، وهم بذلك يمتهنون كرامة المرأة ويتجاهلون أن لها قيمة إنسانية بغض النظر عن مظهرها، هذا من جانب، ومن جانب آخر فإن في هذه المسابقات كشفاً للعورات وسفوراً واختلاطاً للرجال بالنساء وهو ما لا تقره أحكام الإسلام.
لقد أعز الإسلام المرأة ورفع مكانتها وكرمها بغض النظر عن جمالها أو لياقتها البدنية، وجعلها عِرضاً يجب أن يُصان، وحرم عليها أن تتبرج وتظهر زينتها وعورتها أمام الرجال الأجانب قال تعالى: ﴿وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ﴾، وأوجب اللباس الكامل المحتشم للمرأة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ﴾، وحرم النظر إلى العورات وأمر بغض البصر ﴿قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾ وقال سبحانه: ﴿وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ﴾.
إن إقامة هذه المسابقة بعد أكثر من 40 عاماً من الانقطاع ليس هو “الإنجاز ” الذي تنتظره المرأة العراقية، بل ما تنتظره المرأة المسلمة في العراق هو توفير الحياة الكريمة لها، ورفع الظلم والشقاء الذي وقع عليها، إنها تنتظر من يعيد لها الشعور بالأمن والأمان. إنها تريد من يذود عن عرضها ويقتص ممن انتهك كرامتها، كما فعل المعتصم، ولا تريد من يكشف عورتها ويقدمها للناس على أنها سلعة.
وليس هناك غير أحكام الإسلام مطبقة في ظل دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، كفيلة بتوفير الحياة الكريمة للمرأة، ورفع الظلم والضيم الذي لحق بها نتيجة تطبيق النظام الرأسمالي وإفرازاته العفنة في جميع نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
نسأل الله عز وجل أن يعجل لنا بإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، فتنزل أحكام الإسلام موضع التطبيق فتسعد بتطبيقها البشرية جمعاء، وما ذلك على الله بعزيز.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم براءة مناصرة