Take a fresh look at your lifestyle.

جيش الإسلام لن ينسحب من التسوية السياسية!

 

 

جيش الإسلام لن ينسحب من التسوية السياسية!

 

 

 

الخبر:

 

نفى جيش الإسلام الانسحاب من الهيئة العليا للتفاوض المنبثقة عن مؤتمر الرياض، وفي أول تصريح للجيش بعد تسلم أبو همام البويضاني قيادته خلفا لعلوش، قال المكتب الإعلامي: “إن موقفه لم يتغير بعد استشهاد علوش، وقراره ليس ردة فعل ولن يغرد وحده خارج السرب، ولن يتخذ موقفا مصيريا بشكل منفرد”. ولاستكمال مسار التفاوض اشترط جيش الإسلام ضرورة وقف النظام قصف المناطق المدنية. (القبس – 2015/12/31)

 

التعليق:

 

هنا تصر قيادة جيش الإسلام على الدخول في نفق التفاوض مع النظام؛ النفق الذي صنع على عين أمريكا، فبداية المسير وطريق المسير ونهاية المسير كل ذلك مبني على ما يريده الغرب الكافر المستعمر وعلى رأسه أمريكا. والمرجعية المعلنة للتفاوض هي مقررات مؤتمر جنيف التي تبقي على سوريا وطنية علمانية.

 

وسبق هذا الإصرار على المسار التفاوضي، تأكيد القيادة الجديدة لجيش الإسلام أن “على الدول الصديقة والشقيقة مضاعفة جهودها لتعرية المجرمين”.

 

وقد قيل الكثير عن حقيقة تبعية أنظمة الإقليم للغرب وشرعته الدولية وعن حكمها بغير ما أنزل الله.

ويبدو أن إدراك هذه الحقيقة أضحى عسيراً على من لا يستطيع أو من لا يرغب الارتفاع عن الواقع؛ فجعل الواقع مصدر التفكير وليس موضع التفكير.

 

كيف تواجه نظاماً طاغياً متوحشاً بسلاح في يمينك، بينما شمالك تنسق وتتلوث بمال سياسي من نظام دولة شقيقة وصديقة، وقاعدتك مقررات جنيف وسقفك سوريا وطنية علمانية؟!

 

أهكذا يكون نصر الله؟!

 

على أي حال، وجدت من المناسب التذكير بكلام لأحد المراجع الجهادية التاريخية العريقة، وهو الشيخ عمر عبد الحكيم (أبو مصعب السوري)، فك الله أسره.

 

يقول الشيخ عن التجربة الجهادية في سوريا “كان خطأً قاتلاً دمر الطليعة في الداخل، ثم دمر حشود المجاهدين في الخارج. ثم دمر القيادة الميدانية والإدارة العسكرية للضباط في حماة ودمشق (ما سمي بمخطط الحسم). لقد تورط كل المعنيين بإدارة العمل الجهادي بالاعتماد على إمداد الخارج المهزوز وغير المستقر، بل تعدى ذلك بالاعتماد على الأنظمة المعادية في الجوار (كالعراق). وتمددت الثورة واتسعت وارتفعت تكاليفها بشكل سرطاني غير مدروس متغذية مما تدفق من الجوار من مال وسلاح ولوازم. وفي لحظات بعينها قطعت تلك الإمدادات أو خيبت الآمال كما حصل للطليعة ثم لقيادة حماة والضباط، فحصلت المأساة. لقد كان درساً من أعظم الدروس: لا يمكن لحركة جهادية ثورية تمارس حرب عصابات شاملة أن تعتمد في تمويلها وتسليح أفرادها وإعالتهم إلا على نفسها وما تستخلصه من عدوها، وعليها أن تضع المخطط لهذا الأمر بكل وضوح وتفصيل، وإلا فإنها ستتحول لورقة لعب سياسية بأيدي الآخرين فإن أبت فالقضاء عليها رهن قرار هؤلاء الآخرين.

 

لقد كان درساً قاسياً جاء فهمه متأخراً، وليعتبر معتبر!)

 

يا قوم، تدبروا قوله تعالى ﴿وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ﴾؛ لا تنصرون… لا تنصرون…

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

م. أسامة الثويني – دائرة الإعلام / الكويت

2016_01_04_TLK_2_OK.pdf