نفائس الثمرات
مَن ذَا الذِي خَلَقَ الخَلاَئِقَ كُلَّهَا
مَن ذَا الذِي خَلَقَ الخَلاَئِقَ كُلَّهَا … وكَفَى الجَمِيعَ بِبرِّهِ وعَطَائِهِ
وأَدَرَّ لِلطِّفْل الرَّضِيْعِ مَعَاشَهُ … مِن أُمِّهِ يَمْتَصُّ طِيْبَ غِذَائِهِ
يا وَيْحَ مَن يَعْصِى الإِلَهَ وقَدْ رَأَى … إحْسَانَهُ بنَوالِهِ ونَدائِهِ
ورَأَى مَسَاكِنَ مَن عَصَى مِمَّنْ خَلاَ … خِلْوًا تَصِيْحُ البُومُ في أَرْجَائِهِ
ودَع الجَبابَرةَ الأَكَاسِرَة الأُلَى … وانْظُرْ لِمنْ شَاهَدْتَ في عَلْوائِهِ
كَمْ شَاهَدَتْ عَيْناكَ مِن مَلِكٍ غَدَا … يَخْتَالُ بَيْنَ جُيُوْشِهِ ولِوَائِهِ
مَلأَتْ لَهُ الدُنيا كؤوسا حلوة … وسقته مر السم في حلوائه
ما طلَّق الدُّنيا اختيارًا إنما … هيَ طلَّقَته ومتَّعتْه بدائِه
جَعَلتْ لَهُ الأَكْفَانَ كِسْوةَ عُدَّةٍ … واللَّحْدَ سُكْنَاهُ وبَيْتَ بَلاَئِهِ
ويَضُمُّهُ لا مُشْفِقِاً في ضَمِّهِ … حَتَّى تَكُونَ حَشَاهُ في أَحْشَائِهِ …
وهَنَاكَ يُغْلَقُ لَحْدُهُ عن أَهلِهِ … بِحِجَارَةٍ وبِطِيْنَةٍ وبِمَائِهِ
ويَزُوْرُهُ المَلَكَانِ قَصْدَ سُؤَالِهِ … عن دِيْنِهِ لا عَنْ سُؤالِ سِوَائِهِ
فإذا أَجَابَ بـ «لَسْتُ» أَدْرِيْ أَقْبلا … ضَرْبًا لَهُ في وَجْهِهِ وقَفَائِهِ
ويَرىَ مَنَازِلَهُ بقَعْر جَهَنَّمٍ … ويُقيمُ في ضِيْقٍ لِطُولِ عَنَائِهِ
يا ربِّ ثَبِّتْنَا بقِوْلٍ ثَابِتٍ … عِندَ امْتِحَان العَبدِ تَحْتَ ثَرَائِهِ
أَنَا مُؤْمِنٌ باللهِ ثُمَّ بِرُسلِهِ … وبِكُتبِهِ وبِبَعْثِهِ ولِقَائِهِ
ثم الصلاةُ على الرسولِ مُحَمَّدٍ … والآلِ أهلِ البيتِ أهلِ كِسَائِهِ
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته