تفجيرات جاكرتا وانفصال بابوا
(مترجم)
الخبر:
في 14 كانون الثاني/يناير 2016 وقع انفجار في جاكرتا. حيث أسفر الانفجار عن مقتل سبعة أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين. وقد أعلنت الشرطة على الفور أن الجناة ينتمون إلى "جماعة أنصار الخلافة نوسانتارا" التابعة للدولة الإسلامية في العراق وسوريا (تنظيم الدولة). وفي الواقع، خلال هذا الوقت ليس هناك جماعة تسمى "جماعة أنصار الخلافة نوسانبرا".
وهناك خبر آخر، وهو أن سفير الولايات المتحدة في إندونيسيا، “روبرت بليك”، سيزور بابوا يوم الأحد 17 كانون الثاني/يناير 2016. وكان يرافقه وفد لا يقل عن 8 أشخاص، من بينهم ملحق الدفاع وملحق القوات الجوية وقائد فريق التوسع.
التعليق:
1. وقع تفجير جاكرتا في وقت نشوء مسألة تمديد عقد فريبورت. فقد رفض جمهرة الناس التمديد، بينما تريد الحكومة تمديده. ويوم 14 كانون الثاني/يناير 2016 هو الموعد النهائي لهذا القرار. وعلاوة على ذلك، فقبل أسبوع من الانفجار، أي في 7 كانون الثاني/يناير 2016، أصدرت الحكومة الأمريكية تحذيرا لرعاياها من السفر إلى إندونيسيا وأنه سيكون هناك هجوم إرهابي في جاكرتا. في ذلك الوقت، قال وزير خارجية إندونيسيا، "ريتنو مارسودي" أنه شعر بالاستغراب، وتساءل عن السبب الذي جعل أمريكا تصدر هذا التحذير. وبناء على هذا، فإنه يمكن أن يقال بغلبة الظن أن الانفجار متعلق بالضغوط الأمريكية على الحكومة الإندونيسية.
2. أحداث التفجير ربما قامت بها بعض الأطراف كوسيلة لربط قضايا الخلافة بالإرهاب. وفي الواقع، فإن الخلافة هي حكم شرعي. بالإضافة إلى ذلك، أصبحت الحكومة مشغولة في مشاكل التفجير. وصار محور اهتمام الحكومة بعد الانفجار هو اعتقال الأشخاص المشتبه بهم بأنهم إرهابيون والانتهاء من آثار التفجير واستعادة جاكرتا، وفي ظل انشغال الحكومة الإندونيسية بذلك، قام سفير الولايات المتحدة بزيارة بابوا.
3. إن زيارة السفير الأمريكي لبابوا هي زيارة خطرة على إندونيسيا، ذلك أن الولايات المتحدة لديها خطة لفصل بابوا عن إندونيسيا. ومن بين المؤشرات التي تظهر هذه الخطور: (1) زيارة السفير لبابوا هي زيارة طويلة جدا حيث ستستمر لمدة أسبوع. (2) مرافقة المسؤولين للسفير خلال الزيارة التي قام بها، ومن الذين رافقوه ملحق الدفاع وملحق القوات الجوية وقائد فريق التوسيع. وهذا يشير إلى أن ما يجري تدبيره من قبل السفير متعلق بالتنمية الإقليمية في بابوا. (3) سيلتقي السفير مع نشطاء بابوا. وإضافة إلى ذلك فإن هذه الزيارة هي الأولى للسفير، وفي الوقت نفسه يحضر مع وفد كامل لمدة طويلة نسبيا. جدير بالذكر أنه في عام 1998، قبل فصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا، قامت الحكومة الأسترالية بمثل ما يقوم به السفير الأمريكي في بابوا اليوم. فقد بدأت الحكومة الأسترالية حينذاك بزيارات، ثم عينت ممثلا لها في تيمور الشرقية. وأصبح هذا الممثل هو المحور المركزي لفصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا. وبعد ذلك تم انفصالها بالفعل.
واستنادا إلى هذا الواقع، يمكننا القول أن زيارة السفير الأمريكي ليست رحلة سياحية. كما أنها ليست رحلة عادية. بل إن هذه الزيارة بغلبة الظن هي زيارة تتعلق بانفصال بابوا عن إندونيسيا.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد رحمة كورنيا – إندونيسيا