نظام رحيل/ نواز يسعى إلى وأد قضية كشمير تماشيًا مع الخطة الأمريكية
(مترجم)
الخبر:
أوصت اللجنة التي تعمل تحت إشراف مستشار رئيس الوزراء للشؤون الخارجية بإجراء تعديل على المادة رقم 1 من الدستور لتصبح جلجت – بلتستان جزءًا دستوريًا من البلاد، وذلك ليصبح ممكنًا ضمها لتصبح المحافظة الخامسة في باكستان. وإلى جانب ذلك، سيكون هناك تعديلات على المادة 51 والمادة 59 من الدستور وذلك لمنح جلجت – بلتستان تمثيلا في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ في باكستان. وقال رئيس وزراء جلجت – بلتستان، حافظ حفيظ الرحمن، الذي ينتمي إلى حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (ن) الحاكم: “كنا قد طالبنا بالحكم الذاتي الإقليمي في ضوء التعديل الدستوري الثامن عشر. وبعد مطالبنا هذه، تمت ترقية وضع جلجت – بلتستان”.
التعليق:
في وقت التقسيم ووجود الهند البريطانية عام 1947، كانت جلجت – بلتستان جزءًا من كشمير، ويحكمها الهندوسي، دوغرا راج. وبعد التقسيم، قام مسلمو جلجت – بلتستان بالطبع بالتمرد على دوغرا راج وسيطروا على الإقليم وانضموا لباكستان. وبعد أن وصلت قضية كشمير إلى الأمم المتحدة عام 1948 لاستصدار قرار بشأنها، حصل الشيء ذاته مع قضية جلجت – بلتستان. وبما أن هذه المنطقة كانت جزءًا من كشمير، فقد أعطتها باكستان وضعًا خاصًا، كي لا تتمكن الهند من استخدام قضية جلجت – بلتستان كأساس للمطالبة بحق دائم تعتبره لها للسيطرة على وادي كشمير المحتل.
وبما أن كشمير هي نقطة الخلاف الرئيسية بين باكستان والهند، فإن أمريكا تسعى جهدها لوأد هذا النزاع حتى تتمكن الهند من لعب دور الشرطي في المنطقة دون أن تشكل باكستان أية عقبة أمامها. إن أمريكا تسعى إلى جعل الهند متفوقة على باكستان لتكون قادرة على مواجهة النفوذ الصيني المتنامي وأية حركة إسلامية تهدف إلى إحياء الأمة بإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة في المنطقة. وهكذا فإن أمريكا لا تريد أن تضع حلا لكشمير يتماشى ورغبات المسلمين، كون هذا من شأنه أن يقوي باكستان ويضعف الهند. وحتى في ظل نظام مشرف/عزيز الماضي، فقد قدم الخونة في القيادة السياسية والعسكرية حلاً على أساس “نموذج أندورا”. أندورا هي إمارة صغيرة تقع على الحدود بين إسبانيا وفرنسا في جبال البيرينيه. كانت أندورا منطقة متنازعًا عليها بين فرنسا وإسبانيا منذ عام 803م، ولم يتم التوصل إلى حل بشأنها إلا عام 1993م. تتحمل كلٌّ من فرنسا وإسبانيا مسؤولية الدفاع عن أندورا على حد سواء، كما أنها لا تمتلك عملة خاصة بها بل تستخدم العملات التي يستخدمها جيرانها. لذلك فقد اقترح مشرف انسحابًا تدريجيًا للقوات المتواجدة في إقليم كشمير، وحكمًا ذاتيًا، وأن لا تُجرى أية تغييرات على حدود الإقليم فيما يخضع لآليات إشراف مشتركة. إن نموذج أندورا يجعل للدولة الهندوسية نصيبًا في السيطرة على كشمير، بما في ذلك مناطقها المحررة، نصيباً لا تستحقه ولا يمكنها بجهدها الفردي أن تحصله.
لقد حاول نظام رحيل/ نواز ترقية وضع جلجت – بلتستان، ولكن الأمر في واقعه هو التقدم خطوة نحو “نموذج أندورا”. إن الواعين من الأمة والذين يعرفون تاريخ قضية كشمير، أدانوا على الفور هذه الخطة، فهم يعلمون بأن الهند ستخطو الخطوة ذاتها فيما يتعلق بكشمير المحتلة وبذلك سيصبح خط السيطرة دائما أو بوصف آخر ذا حدود مرنة. إنه لمن السذاجة السياسية أن نقول بأن جلجت – بلتستان قد تراجع وضعها، كونها كانت في طي النسيان فالحقيقة هي أن كونها جزءًا دستوريًا من باكستان يعتبر تقدما. وإذا ما كانت هذه الحجة صحيحة، فلماذا تُجعل قضية بلوشستان أكبر محافظات باكستان والغنية بالموارد المعدنية والنفطية والغازية الهائلة في ذيل القضايا والمناطق مقارنةً بأجزاء أخرى في البلاد؟ إن الحل الحقيقي لا يكون إلا بالإسلام الذي لا بد أن يطبق في باكستان تطبيقًا كاملاً شاملاً لتكون باكستان منطلقًا لتوحيد جميع بلاد المسلمين، كشمير وما وراءها.
إن نظام رحيل/ نواز مصمم على المضي قدمًا فيما يسمى حل قضية كشمير وفقًا للخطة الأمريكية، في حين يقمع هذا النظام بالقوة أي صوت ينادي بالإسلام والجهاد والخلافة مستخدمًا ما يسمى “خطة العمل الوطني”. وإن من واجب كل مسلم واع أن يعمل على فضح ومنع تمرير هكذا مخططات خبيثة يدبرها نظام رحيل/ نواز، والتي ستتسبب بإضعاف مسلمي كشمير وباكستان بل المنطقة بأسرها من أجل ضمان بروز الهند العدو الذي يناهض بشدة الإسلام والمسلمين. كما أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الضباط المخلصين في القوات المسلحة الباكستانية الذين من واجبهم عدم الاستسلام لحجج ومخططات الخونة الكاذبين والعمل على إنهاء خيانتهم. ولا يمكن تحقيقه بطريقة فاعلة منتجة إلا بالإمساك بهؤلاء الخونة من حلاقيمهم، وبإعطاء النصرة لحزب التحرير لإقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة. عندها سيحشد الخليفة قائد الحق القوات المسلحة، مدعومة بآلاف المجاهدين المخلصين، لتحرير كل كشمير من قبضة الدولة الهندوسية.
﴿وَلاَ تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً﴾ [النساء: 104]
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شاهزاد شيخ
نائب الناطق الرسمي لحزب التحرير في ولاية باكستان