المعاملة الحق بحق يهود معلومة فلماذا يتم تجاهلها؟
الخبر:
ذكرت الجزيرة نت على موقعها بتاريخ 21 كانون الثاني/يناير الجاري تحت عنوان “رفض شعبي سوداني للتطبيع مع إسرائيل” تقريراً عن موقف السودان حكومة وأحزاباً وشعباً من التطبيع مع كيان يهود، حيث جاء فيه: “نسب إلى وزير الخارجية السوداني قوله إن بلاده لا تمانع في دراسة إمكانية التطبيع مع إسرائيل قبل أن يعود ليتهكم على الصحف التي نقلت الخبر، وقوبل هذا الحديث بردود فعل متباينة وسط الأحزاب والقوى السياسية”.
التعليق:
إن من البدهيات الثابتة لأي عاقل أن الاحتلال لا يُقابل بالسلم ولا يُتعامل معه إلا بما يزيل رجسه من البلاد. وإن أي كريم حر لا يرضى بأن يقيم علاقاتٍ طبيعية مع عدوِّه فضلاً عن أن يجعل الخيانة بالتعامل معه أمراً طبيعياً يجب احترامه وتقبله. هذا لدى بني الإنسان أصالةً، فكيف بأمة الإسلام التي أكرمها ربُّها وجعلها خير الأمم، فقال فيها ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾ [المنافقون: 8]. كيف والله سبحانه حرَّم علينا الذِّلة وجعل الجهاد ذروة سنام هذا الدين؛ كيف ويهود أشدُّ الناس عداوةً للذين آمنوا يحتلون قلب الأمة ودرة تاجها بيت المقدس، يُسكت عن عدوانهم ويرتضي حكام المسلمين بالتطبيع معهم. لولا خيانتهم لهذه الأمة وأنَّهم ﴿مَّا هُم مِّنكُمْ﴾؟
إن حكام المسلمين قد أجمعوا أمرهم وأتوا الخيانة جهاراً نهاراً، فلا يُستغرب فعلهم. وإن الأمة تلفظهم هم وخياناتهم، وقد باتت تعلم يقيناً أنَّ الإجهاز على كيان يهود لن يكون قبل إزالة الحكام. فإزالة الشيء تزيل ظله!
أمَّا ما يُثير العجب فهو موقف الجزيرة التي تبرز في المشهد كوكالة أنباء معادية لكيان يهود، ويظهر مراسلوها وهم “يفضحون” ساسة كيان الاحتلال في نشرات الأخبار، وبرامج الحوار. فقد فات دهاء الجزيرة الذي أوصلها لفكرة الحياد، أن تعي أن حيادها هذا ليس إلا وقوفاً بجانب الباطل يجعلها تخسر في معركة كسب قلوب الجماهير، بعد أن خسرت مكانتها بأن تكون منبراً حراً، لا سلطة فيه إلا للحق الأبلج الذي لا يتلجلج، ولا يُظهر الباطل والحق ككفتي ميزان متساويتين.
هل يخفى على الجزيرة الحكم الشرعي في التعامل مع كيان يهود؟ فإن كان فإننا ندرك ويدرك معنا من قرأ الخبر المذكور أن حزب التحرير / ولاية السودان قد فصَّل في الأمر بياناً لا لبس فيه حين قال في بيان اطَّلعت الجزيرة على تفاصيله ونشرت مقتطفات منه ضمَّنتها في الخبر المذكور أعلاه؛ أنَّ كيان يهود عدوٌ للأمة ولشعب السودان المسلم، وأن المسلمين جميعاً يتوقون للجهاد ضد يهود لا التطبيع معهم.
فلماذا لا تلتزم الجزيرة الصدق وتوضح حقيقة الموقف الواجب اتخاذه بحق يهود؟ ولماذا لا تبين الحكم الشرعي في الجريمة التي أقدمت عليها وزارة الخارجية السودانية حين صرَّحت بإمكانية التطبيع بدل تحريك الجيوش للجهاد؟
أم أن الأمر يحتمل حواراً بين الأحزاب المحلية في السودان، لتُعرض وجهات النظر المعجونة بالخيانة في اتجاه معاكس، تُخلط فيه الأوراق ويُضيَّع صوت الحق؟
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم بيان جمال