كاميرون يهدد المسلمات المنقبات بالطرد
الخبر:
نشرت صحيفة القبس تحت عنوان “كاميرون يهدد: خلع المسلمات للنقاب وتعلم الإنجليزية أو الطرد من بريطانيا” ما يلي:
أبرزت صحيفة التليجراف البريطانية ما جاء في حوار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على شبكة هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي حول ضرورة اندماج النساء المسلمات في المجتمع في بريطانيا، فقد أكد كاميرون في حواره على أن بريطانيا في طريقها لاتخاذ حزمة من “الإجراءات الحازمة” لمعالجة التمييز ضد النساء المسلمات في بعض التجمعات المحلية في بريطانيا، وقال كاميرون إن بريطانيا ستتخذ إجراءات لطرد النساء المسلمات من بريطانيا في حالة عدم تعلمهن اللغة الإنجليزية في غضون عامين ونصف، علاوة على ضرورة التزامهن بخلع النقاب في الأماكن التي تستلزم سياسة الزي الموحد مثل المدارس والمحاكم القضائية، تحت ذريعة أن هذه الخطوات قد تساعد في مكافحة اعتناق الأفكار المتشددة والتطرف، وعند سؤاله عمّا إذا كانت تلك الإجراءات ستؤدي إلى انفصال الأمهات عن أبنائهن، أجاب كاميرون بأن ذلك قد يكون أمرا محتمل الحدوث.
التعليق:
يقول المولى عز وجل: ﴿وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾، ويقول أيضا ﴿وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ﴾. حقائق قرآنية تتلى منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة، وكل أفعال الساسة الغربيين وتصريحاتهم تأتي في سياق تأكيد هذه الحقائق يوما بعد يوم، فأفعالهم وسياساتهم لا يُقصد منها إلا المسلمون، والهدف منها ليس إلا حرف المسلمين عن دينهم وثقافتهم والأخذ بالثقافة الغربية التي أوشك أهلها أن يكفروا بها قبل غيرهم، وترى الساسة الغربيين عندما يتعلق الأمر – أي أمر – بالمسلمين، تراهم لا مانع عندهم من أن يدوسوا على قيمهم وأفكارهم التي يعملون على الترويج لها ليل نهار، فكم من مرة صدّعوا رؤوسنا وهم يتباهون بالحرية الشخصية، وكم من كتاب أو مقال كتب حول هذه الحرية الوهمية والترويج لها؟! إلا أن الأمر يختلف وتتهاوى كل تلك الدعوات عندما تتعلق تلك الحرية المزعومة بالمسلمين، عندها لا حرية شخصية، بل تُسن القوانين الجائرة لمصادرة تلك الحرية، فالتعري عند كاميرون وغيره من الساسة الغربيين لا مشكلة فيه، وهو حرية شخصية، لا بل هو علامة تحضر وتقدم عندهم، أما أن تستر المرأة المسلمة جسدها امتثالا لأمر ربها، فتلك مصيبة وطامة كبرى في نظر كاميرون وغيره، وخطر يتهدد المجتمع في بريطانيا مما يستدعي سن قوانين لمنع ذلك، والقضية ليست زياً موحداً كما يدّعي كاميرون، بدليل أن غير المسلمات كالراهبات مثلا يُسمح لهن أن يلبسن لباسهن الديني في كل مكان دون حسيب أو رقيب ولا يرى المجتمع وساسته في ذلك مشكلة، ولا يُطالَبن بزي موحد، فالقضية إذن هي الإسلام ولا شيء غير الإسلام.
ثم بأي حق يرى كاميرون إمكانية الفصل بين الأم وأبنائها؟ وأي قوانين جائرة تلك التي تجيز للدولة أن تفرق بين الأم وأبنائها؟ وأين أنتم من الرحمة التي جاءت بها شريعة الإسلام فشملت الإنسان والحيوان، فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه، قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصلاة والسَّلامُ فِي مَقْبَرَةٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ، فَرَأَيْنَا حُمْرَةً مَعَهَا فَرْخَيْنِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الْحُمْرَةُ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ r فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا» لقد رفض النبي عليه الصلاة والسلام أن يُفَرّقَ بين عصفورة وأبنائها، أما أنتم يا ساسة العالم المتحضر كما تُسمون أنفسكم، فتفرقون بين الأمهات وأبنائهن وبين المرء وزوجه دون رحمة أو إنسانية!
هذه هي أحكام الإسلام وسيظهرها الله ولو كره الكافرون، وقد شملت رحمته تعالى الإنسان والحيوان، أما ثقافتكم فقد عانى من ظلمها الإنسان والحيوان والشجر والحجر، ولذلك فهي لا محالة إلى زوال.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أوكاي بالا
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في هولندا