هرج ومرج
الخبر:
أعلنت «كتائب عز الدين القسام»، مقتل سبعة من عناصرها بانهيار نفق في غزة ليلة الأربعاء. الحياة
قالت وزارة الدفاع الجزائرية إن قوات الجيش قتلت أربعة مسلحين غرب العاصمة يوم الجمعة، وأضافت أنهم كانوا ضمن جماعة قتلت تسعة جنود في كمين العام الماضي. الحياة
أفادت مصادر أمنية وطبية يوم الجمعة، عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين بجروح في هجوم انتحاري وسط عدن. الحياة
في محافظة حمص، أكد المرصد مقتل 11 شخصاً بينهم 7 أطفال و3 نساء جراء قصف طائرات حربية يُرجح أنها روسية بلدة الغنظو بريف حمص. الحياة
تتفاقم الأزمة السورية مع استمرار حصار حوالي 24 منطقة في مختلف أنحاء البلاد، إضافة إلى استمرار القصف المزدوج من الطيران الروسي وطيران النظام على مواقع في كل من دمشق وريفها، وحلب وريفها وإدلب وريفها. الحياة
التعليق:
واحرّ قلباه، لم نعد نسمع في الأنباء ولا نشهد إلا أخبار القتل والموت والدمار والفقر والجوع والتشريد والحرمان، في مشاهد تقشعر لها الأبدان ويشيب من هولها الولدان.
ماذا حل بهذه الأمة حتى تصل إلى هذا الحد من الضعف والهوان الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا؟ حتى في أشد حالات الأمة ضعفا وانحطاطا، فيما ورد عن ذل الناس إبان الغزو التتري لبلاد المسلمين وما أصابهم من هوان، فإنه يبدو ضئيلا وخافتا أمام مشاهد القتل والدمار الذي حل بالأمة هذه الأيام.
لم تعد الأرقام تستوعب الحالة المهينة التي بلغتها أمة الإسلام. ولم تعد الإحصاءات قادرة على الإحاطة بأعداد القتلى والجرحى والمشردين في شتى بقاع بلاد الإسلام.
ليس في نشرات الأخبار إلا صور التعاسة ومظاهر الكآبة التي تخيم على ربوع بلاد الإسلام وكأنها خيمة سوداء مربدَّة نشرت عتمتها في سماء بلادنا فلم نعد نهتدي سبيلا للخلاص مما نحن فيه.
كأني بالإعلام قد سخر نفسه لتشديد عتمة هذه المظلة واستمرار انتشارها بل واتساعه حتى يصاب المرءُ بالبَلادَةِ تجاه هذه الأخبار وتمر هكذا، مجرد أرقام وعناوين وأسماء وتواريخ ليس لها دلالات إلا ذاتها.
لم تعد هيئات الإغاثة ولا المنظمات الإنسانية قادرة على نجدة هؤلاء ولا إسعافهم أو تأمين أدنى أسباب الحياة لهم ناهيك عن الأمن.
بل إن كبرى هذه المنظمات يبالغ في ظلمه حين يساوي في تصريحاته بين الضحية والمجرم، بل ويقاضي الضحية ويحملها المسؤولية فيما حصل لها بسبب عدم قبولها بالواقع الذي فرضه عليها المتحكمون بالسياسة العالمية من الملوثين بنجاسة الرأسمالية وممن تعفنت قلوبهم وران عليها بلاء هذا النظام المفسد للبشرية.
الحسرة كل الحسرة على الجنود البواسل والأبطال الأشاوس الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا في صفوف أعداء الأمة وسكتوا على كل هذا الظلم الظاهر للعيان، الذي لم يعد كشفه بحاجة إلى بيان أو للإشارة إليه ببنان.
إنه إذا كان اللبيب من الإشارة يفهم، فإني أخشى أن لا نجد الآن في جيوشنا لبيباً، وإن كان الحر تكفيه الإشارة، فإني أخشى أن لا أجد في جيوشنا حراً ليجيب.
لكن الأمل في الله كبير، أن يشرح قلب رجل أو رجلين لعقد صفقة نصرة لهذا الدين مع رجال حزب التحرير الذي نذر نفسه لتخليص هذه الأمة من كل ما وصفناه آنفا. والله ولي ذلك والقادر عليه.
﴿حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
يوسف سلامة – ألمانيا