رسالةٌ لأختِي المسلمةِ- بمناسبة عيد الفطر المبارك
كل عام وأنت أختي تنعمين بصحة وعافية ورزق حلال وعيش هنيء تحت ظل الخليفة الإمام الراعي.
كل عام وأنت أختي تهتمين بأمر المسلمين من حولك في كل مكان ، فتعملين على تفريج كرب إخوانك وأخواتك من أبناء الأمة الإسلامية الواحدة .
كل عام وأنت أختي المرأة السياسية الراعية لشؤون رعيتها بعملها لإقامة دولة الخلافة الراشدة.
كل عام وأنت حاملة الدعوة التي تعمل لإعلاء كلمة الله تعالى ونشرها للعالم كله.
أم هل لا يعنيك ذلك الحديث ؟ وتفضلين أن أقول لك كل عام وأنت بخير فتكون تهنئة مجتزأة مبتورة ؟
أختي الكريمة ، ما هو العيد وما معناه عندك ؟
ومن تختارين أن تكوني في هذه الأيام المباركة ؟
فرسالتي إليك أن …
لا تكوني ربة المنزل اللاهية الأنانية ، التي تتسوق وتشاهد التلفاز وتبرمج حياتها بحسب برامجه و التي لا هم لها غير وصفات الأكل ومشاكسة الجارات والتحدث على الجوال وينحصر عالمها كله في بيتها الصغير والدنيا تضرب وتقلب ، فاسألي نفسك هل هذا ما أراد الله سبحانه من خلقك عندما قال في الآية الكريمة : ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ” بل اعبدي الله تعالى على علم ، وكوني الأم الراعية المسؤولة عن رعيتها تربي أجيالا قوية تحمل الأمانة .
ولا تكوني ممن يعملون ويتعبون لتحصيل لقمة العيش تركضين ركضا وراء مصالحك وتنجحين في عملك، بغض النظر عن الأساليب التي تستخدمينها في تحقيق تلك الأهداف المادية ، تسايرين المجتمع لتعيشي ، ومع أن المجتمع مليء بالحرام ، فهذا لا يعنيك فأنت لن تغيري العالم فاخترت التغاضي عن القيام بفرض تغيير المنكرات، فتذكري الآية الكريمة ” يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ” بل اعملي واجمعي في هذه الحياة الدنيا الكثير من الأعمال الصالحة التي تدخرينها للآخرة يوم تقابلين ربا كريما .
ولا تكوني دمية مطلية بالكثير من الألوان وتلبسين ملابس تكاد تغطي جسمك ولا هم لك غير الموضة والماركات العالمية التي تعرفين أنها ماركات تتاجر بك وبعرضك ليس إلا ، وأنت تفتخرين بالعيون التي تطمع فيك وتفرحين للفت نظر الرجال ، لا تكوني ممن تضيع حياتها وآخرتها بسبب شعارات براقة فارغة فتقلد الغرب الكافر في منهجه بحجة الحرية الشخصية والعصرنة والمساواة ، وتذكري قول الله تعالى: ” ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ” ، بل أدركي تماما أنك القوية العزيزة بطاعتك لله تعالى وتطبيق كل الأحكام الشرعية وبدون تهاون ، فبدينك وخمارك وجلبابك تصونين عرضك وعرض المجتمع من حولك ، وترسلين رسالة قوية للعالم كله ، أن عقلك وليس جسدك هو ما يجب أن يتعاملوا معه ، محطمة ما تنقله وسائل الإعلام عن المرأة بأنها سطحية ولا مكان لها في هذا العالم إلا بالتخلي عن عفتها وربط التعري بالتقدم أوبالتحول إلى رجل هي أيضا ! واعلمي أن الحل ليس في الانعزال فأنت التي تملكين الحق .
ولا تكوني المرأة السلبية الأنانية التي فقط ترفع يديها إلى الله تعالى تضرعا بالدعاء ، بدعوة أو دعوتين لنفسك وللأمة الإسلامية وبدون عمل، وتظنين أن ليس لك حول ولا قوة ولا تملكين غير الدعاء ، بل بادري بأخذ القرار وبقبول التحدي والمسؤولية والعمل لخدمة دينك وأمتك بطريقة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ، فالدعاء وحده لا يكفي بل بيعة الخليفة هي الفرض وهو فرض مغيب عنك بإعلام يلهيك ويبعدك عن الإسلام ، فهل تعلمين حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ” من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية “.
وكلمة أخيرة أختي في الله
ما نراه في إعلام اليوم هو الفساد بعينه ،لكنه يدخل بيوتنا ويوجه أفكارنا كما يحلو له فقط لأننا نسمح له بذلك ، فاجعلي مرجعيتك فقط القرآن والسنة في كل تصرفاتك وخذي دينك من المخلصين من أبناء هذه الأمة الذين يعملون ليل نهار ؛ لرفعتها ونهضتها من غفلتها ، ولا تركني لعملاء الفضائيات فهم عملاء وليسوا علماء ، فينقلون لك عبر برامجهم خطط الإعلام الخبيث الذي زرعته الأنظمة الفاسقة ، التي لا تحكم بما أنزل الله ؛ لتعمل على هدم الإسلام وهدم شخصيتك الإسلامية.
كوني أختي إبنة خير أمة ، كوني جديرة بثقة الله تعالى التي وضعها فيك وقومي بدور المرأة المسلمة الحقيقي الذي ارتضاه الله سبحانه لك .
كوني مثل خديجة بنت خويلد أو فاطمة بنت محمد أو صفية عمة رسول الله أو السيدة عائشة أو أسماء بنت أبي بكر أو الشفاء أو أم عمارة ، رضوان الله عليهن جميعا ، أكيد أنك تتوقين لأن تكوني مثلهن فأزيلي كل العوائق والحواجز من أفكار فاسدة وضعها الإعلام في تفكيرك ولعب بمشاعرك وجعلها تفيض ، وخدعك بالأضواء والشعارات البراقة ، فعودي إلى نموذج متألق ، نموذج يرضي الله تعالى ويجعلك تفوزين بالجنان . فهن النساء التقيات النقيات الطائعات لله تعالى ، السياسيات الراعيات لشؤون حياتهن وأمتهن ومجتمعاتهن ، الرائدات في كل المجالات ، من العاملات والجامعيات و ربات البيوت المصانات العفيفات لابسات الجلباب والخمار ، وجوههن منيرة من طاعة الله تعالى ، هن قرة أعين والديهن وأزواجهن ومن حولهن في كل مكان ، حافظات لشرع الله سبحانه .
وكل عام وأنت وأمتك الإسلامية بخير بك من الطائعات المسلمات .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أم حنين