Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور

 

مع الحديث الشريف
باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور
  

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم “مع الحديث الشريف” ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي “بتصرف” في “باب نقض الأحكام الباطلة ورد محدثات الأمور”.

حدثنا  أبو جعفر محمد بن الصباح وعبد الله بن عون الهلالي جميعا عن إبراهيم بن سعد قال ابن الصباح: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف حدثنا أبي عن القاسم بن محمد عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد”.

قوله صلى الله عليه وسلم: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” وفي الرواية الثانية: “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد” قال أهل العربية: “الرد” هنا بمعنى المردود، ومعناه: فهو باطل غير معتد به.

إن هذا الحديث من جوامع الكلم، ففيه قاعدة عظيمة يقررها صلى الله عليه وسلم، فكل من يُدخل في هذا الدين ما ليس من الدين فهو مردود، ولفظة “ما” هنا من ألفاظ العموم، أي تعم كل ما ليس من الدين، إلا أن بعض المسلمين راق لهم أن يجعلوا هذا العموم خاصا بدون دليل، فاختزلوه في البدع، وقالوا كلاما كثيرا جدا في كل تصرفات المسلمين الفردية أو الجماعية فيما يتعلق بالعقائد والعبادات والملبوسات والمطعومات، وعندما وصل الأمر إلى قضية الحكم، وهي الأخطر في حياة المسلمين باعتبارها تتعلق بتطبيق الإسلام في الحياة، لم نرَ من هؤلاء أي اعتراض، وكأن الحكام الذين رهنوا أنفسهم عملاء للغرب من الدين، وكأن وجودهم شرعي، فقبلوا بهم وبوجودهم وبعمالتهم وبكل مصائبهم التي عمت البلاد طولا وعرضا، فعميت عيون هؤلاء عنهم. بل وقفوا إلى جانبهم بهم وساروا معهم وسارعوا في تأييدهم حتى وصل بهم الأمر إلى الدفاع عنهم باعتبارهم أولياء أمور للمسلمين.

أيها المسلمون:

إن رسالة الإسلام كاملة، فيجب أن تحمل كاملة دون زيادة أو نقصان، لذلك فإننا إذ نتحدث عما هو مردود أو بدع أو إحداث في هذا الدين؛ فإن أول مردود ومحدث فيه هو هؤلاء الحكام جميعهم دون استثناء، فحكامكم أيها المسلمون بحسب حديث رسولكم رد، وهذه الدساتير الوضعية جميعها دون استثناء رد، وهؤلاء الذين يسيرون معهم رد، ومن أيدهم ودافع عنهم رد. فعلامَ تقبلون بهم وبدولهم الضرار وبدساتيرهم العفنة؟

ألا فاعملوا مع العاملين على خلعهم لإنقاذ الأمة من شرورهم، حتى لا يبقى في الدين ما ليس منه.اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم