Take a fresh look at your lifestyle.

مع الحديث الشريف – حسن التقاضي

 

مع الحديث الشريف 

 

حسن التقاضي

 

 

حدثنا مسلم حدثنا شعبة عن عبد الملك عن ربعي عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول مات رجل فقيل له قال كنت أبايع الناس فأتجوز عن الموسر وأخفف عن المعسر فغفر له قال أبو مسعود سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم

 

الشروح

 

قوله: (باب حسن التقاضي) أي استحباب حسن المطالبة، أورد فيه حديث حذيفة في قصة الرجل الذي كان يتجوز عن الموسر ويخفف عن المعسر وقد تقدم الكلام عليه مستوفى في “باب من أنظر معسرا” من كتاب البيوع.

 

قوله في هذه الرواية “فقيل له فقال” فيه حذف تقديره: فقيل له ما كنت تصنع؟ ووقع هنا في رواية المستملي “فقيل له ما كنت تقول”؟ وشيخ البخاري فيه هو: مسلم بن إبراهيم، وعبد الملك: هو ابن عمير.

 

مستمعينا الكرام: إن الإسلام عندما أُنزل على سيدنا محمد وبلغنا به لم ينزل لنحفظه عن ظهر قلب فقط أو لنخط به الأوراق أو لنتفاخر أننا حفظنا أكبر جزء من نصوصه .. ولو أن كل ما ذُكر محبب لكن الأصل أن يتم تسيير الحياة بكل أمورها بحسب هذا الدين، فنحكم بالإسلام ونسير اجتماعياتنا ونظامنا الاقتصادي وغيره حسب الإسلام .

 

ولأن للإنسان حاجات لا بد من تلبيتها ولأنه كائن اجتماعي لا يستغني عن الآخرين ولا يستطيع أن يستغني لحاجته لما عندهم من خدمات وحاجات وغير ذلك فإنه من الطبيعي التعامل معهم، ولكن طالما أن الإسلام حدد لنا طبيعة التعامل فعلينا الانقياد ولأنه حبب لنا أن نستكثر من الخير فجعل لنا مندوبات لنستزيد أكثر فأكثر .. وما حسن التقاضي إلا واحدة من المحبب العمل بها في تعاملنا مع بعضنا، فالمسلم ينتظر على أخيه ويمهله ويحسن الطلب منه، كيف لا وهو يُحب له ما يحب لنفسه، فكما يحب أن يُمهَل عليه أن يُمهِل غيره، إن الدنيا حالها متغير متبدل ومن يحتاج اليوم يغنيه الله في الغد والعكس يحدث، فعامل الناس بخلقك الطيب وكما تحب أن تُعامَل عامِل

 

اللهم اجعلنا أهلا لحمل ونشر هذا الدين للناس بأفعالنا قبل أقوالنا .. اللهم آمين آمين

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته