Take a fresh look at your lifestyle.

قمة «آسيان» الأمريكية تكريس هيمنتها على المنطقة في وجه القوة الصينية الصاعدة

 

 

 

قمة «آسيان» الأمريكية

 

تكريس هيمنتها على المنطقة في وجه القوة الصينية الصاعدة

 

 

 

الخبر:

 

في سابقة جديدة من نوعها، تستضيف أمريكا قمة لقادة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، في منتجع «سانيلاندز» في كاليفورنيا. وقد قال أوباما في بداية القمة التي تستمر يومين “هذا يعكس التزامي الشخصي والالتزام الوطني للولايات المتحدة بشراكة قوية ومستمرة مع دولكم العشر”. وأضاف أوباما “هنا في هذه القمة يمكننا تعزيز رؤيتنا المشتركة لنظام إقليمي يدعم القواعد والأعراف الدولية بما في ذلك حرية الملاحة وتحل فيه النزاعات من خلال الوسائل السلمية والقانونية”. (رويترز، 2016/02/16).

 

التعليق:

 

لا ريب أن دول آسيان لها أهمية خاصة لأمريكا اقتصاديا وسياسيا حيث قال مستشار السياسة الخارجية لأوباما، بين رودس، إن “دول آسيان العشر (كمبوديا ولاوس وبروناي وإندونيسيا والفلبين وسنغافورة وميانمار وماليزيا وتايلاند وفيتنام) تشكّل معاً الاقتصاد السابع في العالم، وهي في صلب مجموعة من القضايا الأمنية الأساسية، مثل الأمن البحري ومكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة الإلكترونية“.

 

من المتوقع أن هذه القمة قد جاءت لتعميق وترسيخ نفوذ أمريكا في المنطقة علما بأن أمريكا هي الدولة الاستعمارية الأولى في العالم. فكل نشاطاتها الخارجية ما هي إلا لأجل مصالحها الداخلية. وقد أقر أوباما خلال مقولته في بداية القمة أن تصدير أمريكا لدول المنطقة قد ساعد في توفير أكثر من 500 ألف وظيفة في أمريكا، واعترفت سوازن رايس مستشارة الأمن القومي بالبيت الأبيض أن الشركات الأمريكية ضاعفت استثمارها في المنطقة بأكثر من الضعفين منذ 2008م.

 

لذلك فإن كل الشراكات الاستراتيجية بين أمريكا ودول المنطقة سواء من خلال قمة آسيان، أو اتفاقية الشراكة عبر المحيط الهادي التي تشمل أربعة من أعضاء آسيان هم فيتنام وسنغافورة وبروناي وماليزيا، أو اتفاقيات خاصة بين أمريكا ودولة المنطقة مثل اتفاقية الشراكة الشاملة بين أمريكا وإندونيسيا التي تم عقدها في عام 2010م، يفهم أنها من وسائل الاستعمار التي تكرس هيمنته على المنطقة ولا تزيد دول المنطقة إلا خسارة.

 

وكون قمة آسيان قد عقدت في أمريكا فإن ذلك يدل على ضعف دول المنطقة أمام سياسة أمريكا، وتوجيه رسالة واضحة لشركاء أمريكا ومنافسيها في المنطقة أن أمريكا هي المسيطرة الحقيقية هناك. لأجل ذلك تناولت القمة موقف أمريكا في موضوع التوترات حول قضية بحر الصين الجنوبي وفرض إرادة أمريكا تجاه القضية حيث استغلت أمريكا الخلافات بين عدد كبير من دول آسيان وبكين حول السيادة على أجزاء من بحر الصين الجنوبي، المعبر الاستراتيجي للتجارة العالمية والغني بالثروات النفطية والسمكية لمواجهة الصين. وهذا فضلا عن تذرع أمريكا بـ«الخطر» الذي تمثّله كوريا الشمالية على «أمنها القومي» لاستمرار وتعزيز حضورها العسكري في شرق آسيا واستمرار رصد القوات الصينية ومحاولة تحجيمها ومحاصرتها..

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

أدي سوديانا

2016_02_20_TLK_3_OK.pdf