Take a fresh look at your lifestyle.

الجزائر بين مطرقة الضغوطات الداخلية وسندان الضغوطات الخارجية

 

 

الجزائر بين مطرقة الضغوطات الداخلية وسندان الضغوطات الخارجية

 

 

 

تعيش الجزائر أزمة سياسية خانقة في الداخل نتيجة الصراعات المتواصلة في أروقة قصر المرادية بين أجنحة السلطة، وصراعات خفية بين المؤسسة العسكرية ومؤسسة الاستعلامات، وصراعات بين الأحزاب المعارضة والموالية أهمها الصراع الحاد بين حزب جبهة التحرير الوطني بزعامة عمار سعداني وحزب التجمع الديمقراطي بزعامة أحمد أويحيى بسبب تغيير الحقائب الوزارية السيادية، إضافة إلى الحراك الشعبي في أغلب المحافظات بسبب أزمة البطالة والسكن وسياسة التقشف…

أما خارجيا فتعيش الجزائر ضغوطات رهيبة على خلفية زيارات الوفود الأوروبية والأمريكية والروسية لأجل مراجعة موقف الجزائر من القضايا الإقليمية خصوصا في ليبيا بذريعة مكافحة الإرهاب حيث يعلم القاصي والداني إصرار الجزائر لإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية في المحافل الدولية وخلال زيارات الوفود الأجنبية.

كانت البداية زيارة وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي يوم 16 شباط/فبراير لأجل التنسيق والتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وحماية الحدود والتنسيق الأمني والاستخباراتي؛ مما يؤكد التطابق الكبير في وجهات النظر بخصوص الوضع في ليبيا والذي انتهى بتشجيع الفرقاء الليبيين والإسراع بتشكيل حكومة التوافق.

تأتي بعدها مباشرة زيارة كاتب الدولة الأمريكي المساعد المكلف بالشؤون السياسية توماس شانون يوم 22 شباط/فبراير الذي التقى خلالها بعدد من المسؤولين في الجزائر لدراسة التعاون الوثيق بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، حيث قال عضو حركة رشاد محمد العربي زيتوت “الأمريكيون يريدون من الجزائر القيام بمهام محدودة على الحدود مع ليبيا وتزويدهم بما يمتلكونه من معلومات حول ليبيا بحكم استضافة الجزائر لعدد من السياسيين والنشطاء الليبيين سياق البحث عن حل سياسي للأزمة الليبية”، وفي يوم 29 شباط/فبراير حل وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف على الجزائر بدعوة من وزير الدولة ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمضان لعمامرة لبحث المسائل الإقليمية خاصة الوضع في ليبيا ومكافحة الإرهاب وتطور السوق النفطية الدولية. تخلل هذه الزيارات زيارة وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير في إطار الضغط على الحكومة للإسراع في التعاون مع قضايا الهجرة. تندرج هذه الزيارات حسب تصريح العقيد المتقاعد من الجيش الوطني الجزائري رمضان حملات إلى اتخاذ موقف أكثر حزما كأن تشارك في تحالف دولي لمكافحة الإرهاب، وتحدثت بعض الوسائل الإعلامية أن الجزائر تعيش ضغوطات خارجية رهيبة بمراجعة موقفها من التدخل العسكري في ليبيا، وأكثر من ذلك ربما القبول بجعل أراضيها كقاعدة خلفية للعمليات العسكرية.

المدقق في الواقع السياسي بمنطقة شمال أفريقيا يدرك جيدا الصراع القائم بين القوى الاستعمارية بريطانيا صاحبة النفوذ السياسي من جهة والولايات المتحدة الأمريكية الباحثة عن موطئ قدم من جهة أخرى، وبلاد الإسلام هي مسرح الصراع الدولي والشعوب الإسلامية هم ضحايا الطمع والجشع المتوحش الرأسمالي. إن الوضع في منطقة شمال أفريقيا يتجه نحو الأسوأ مما هو عليه الحال في بلاد الشام ولن يستقر الحال ما دامت بلاد الإسلام ممزقة ومرتهنة للقوى الغربية وما دام حكام الضرار يسارعون في أسيادهم يخشون أن تصيبهم دائرة غافلين ومستنكرين نصرا وفتحا من الله قريبا ليصبحوا حينها على ما أسروا في أنفسهم نادمين.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة – تونس

 

 

 

 

2016_03_05_Art_Algeria_between_the_hammer_and_the_anvil_AR_OK.pdf