Take a fresh look at your lifestyle.

تحت ما يسمى الحرب على الإرهاب في أفغانستان تضارب مصالح أمريكا والصين وروسيا (مترجم)

 

 

 

تحت ما يسمى الحرب على الإرهاب في أفغانستان

 

تضارب مصالح أمريكا والصين وروسيا

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

باعتبارها منطقة استراتيجية في قلب آسيا، أصبحت أفغانستان وبشكل غير مسبوق ساحة لحرب باردة بين أمريكا والصين وروسيا. وفيما يتعلق بهذه القضية، قالت ماريا زاخاروف، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي يوم الخميس بأن الوضع في أفغانستان يزداد سوءا، ومنذ نيسان/أبريل 2014، أوقفت أمريكا والناتو وبعض الدول الغربية ومن جانب واحد تبادل الخطط المشتركة ضد الإرهاب والمخدرات مع روسيا. وقالت أيضا بأن روسيا مستعدة للتعاون مع أمريكا ودول الغرب في أي إطار فيما يتعلق بالوضع في أفغانستان. يأتي هذا في الوقت الذي كانت فيه روسيا تركز على تعزيز نظامها السياسي خلال العقد والنصف الماضيين، كما أنها كانت تتعاون مع الولايات المتحدة بموجب قرارات الأمم المتحدة، وفي الوقت ذاته كانت تعمل على تيسير روح التعاون بين دول آسيا الوسطى وأمريكا والناتو.

 

التعليق:

 

بسبب الحكومات الباكستانية-الأفغانية العميلة، تستمر أمريكا والصين وروسيا والهند وباكستان في خوض حروبها الاستعمارية بالوكالة تحت ما يسمى الحرب على الإرهاب في أفغانستان. وعلى الرغم من أن وعي الأمة على أفكار الإسلام يعتبر العدو المشترك للكفار جميعا تحت مسمى الحرب على الإرهاب، إلا أن مصالحهم الشخصية، وهي عنصر رئيس آخر في هذه الحرب الشرسة ضد الأمة، تنتزع من دمائنا وعقولنا في هذه الأرض.

 

وبعد أن وقعت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الاتفاق الأمني الثنائي مع حكومة جون كيري، تحاول أمريكا وبشكل مستمر الاستفادة من غباء روسيا والصين السياسي، فمن جهة، تقحم الصين في سياسة واقتصاد أفغانستان وذلك من خلال جعلها شخصية رئيسية في محادثات السلام الرباعية بين الحكومة الأفغانية والمعارضة المسلحة، وكذلك تشركها في بعض المشاريع الاقتصادية وذلك لجعل الصين مستعدة للانضمام لأمريكا والناتو في الحرب الشرسة التي تسمى الحرب على الإرهاب والتطرف، ومن جهة أخرى، تعمل من خلال دعمها للمليشيات المختلفة، والمعارضة المسلحة، على إبقاء جذوة الحرب الداخلية في أفغانستان مشتعلة لإبقاء الأفغان في صراع داخلي فيما بينهم، ومن ثم تتابع أمريكا جنيها للمزايا الاستراتيجية في المنطقة مع مجموعة من القتلة المأجورين وشركات الأمن الاستخباراتية.

 

استطاعت أمريكا ومعها الناتو وعبر تلك الجهود أن تأخذ قسطا من الراحة عبر استغلال روسيا والصين، كما أن هذه الدول جميعها تسعى الآن لإيجاد عميل لها في أفغانستان لإيقاف تهديد ما يسمى الإرهاب أو تأخيره عن الوصول لبلادهم لفترة ما. وعلى الرغم من أن الوقت قد فات هذه الدول، إلا أن مسؤولا قياديا صينيا وصل أفغانستان في زيارة غير متوقعة في 29 شباط/فبراير، وصرح بأن الإرهاب يعتبر تهديدا عالميا، كما قدم مساعدات لأفغانستان بقيمة 73 مليون دولار، وتعهد بمواصلة دعم أفغانستان وبشكل أكبر في القطاعات الأمنية والاقتصادية. وبمثل هذا الفعل، صرح السفير الأفغاني في أفغانستان بأن الإرهاب يعتبر تهديدا للمنطقة بأسرها، وفي 25 كانون الثاني/يناير، قدمت روسيا 10000 كلاشينكوف كمساعدات للحكومة الأفغانية، وتحاول اليوم توثيق العلاقات الاقتصادية مع أفغانستان. آنفا، كشف زامير كابلوف، المبعوث الروسي الخاص لشؤون أفغانستان، النقاب عن اتصالات روسية مع حركة طالبان. وبالمثل، تواصل الهند وباكستان دعمهما لبعض الجماعات المسلحة لتواصل هجماتها ضد مصالح بعضهما البعض في أفغانستان.

 

يحدث كل هذا في الوقت الذي تؤكد فيه جميع الأطراف المتقاتلة بأن العام الميلادي الحالي سيكون عاما إشكاليا بالنسبة لأفغانستان، ولكن ولأجل الظهور بصورة معينة للجمهور، فإنهم يستمرون بالمضي قدما في محادثات السلام الرباعية الجانبية. وهو جهد يحاولون فيه ضم بعض جماعات المعارضة المسلحة للحكومة الأفغانية عبر دعم بعض شبكات الاستخبارات، واستخدام جماعات معارضة أخرى لتحقيق مكاسب استراتيجية، فيما يقضون على المتبقية منها تحت مسمى “إرهابيون”.

 

وخلال هذه الأحداث المعقدة المتعلقة بقضايا الأمة، فإنه لمن الضروري لأصحاب السلطة في أفغانستان وباكستان والجماعات المسلحة الإسلامية والجيوش أن يقفوا سدا أمام خيانة القيادات السياسية، وأن يسلموا السلطة للحزب السياسي الوحيد في الأمة، حزب التحرير الذي لديه استعداد كامل لإنهاء حكم الكفار والقضاء على المؤامرات التي تحاك للأمة وذلك عبر إقامة دولة إسلامية حقيقية، الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

سيف الله مستنير

رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

 

2016_03_07_TLK_2_OK.pdf