Take a fresh look at your lifestyle.

ازدياد حالات فقدان الشهية واضطرابات الأكل لا يمكن وصفها بالوراثية ولكن بالتكييف المجتمعي (مترجم)

 

 

ازدياد حالات فقدان الشهية واضطرابات الأكل

 

لا يمكن وصفها بالوراثية ولكن بالتكييف المجتمعي

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أوردت التلغراف يوم 2016/03/14 أن الصحفية والمقدمة التلفزيونية البريطانية جوان باكويل قد سببت جدلاً إعلامياً بخصوص أسباب فقدان الشهية واضطرابات الأكل.

 

وقد ناقضت المعلقين المشهورين الذين وصفوا أسباب هذه التصرفات والسلوكيات بأوضاع لا يمكن التحكم بها مرتبطةً بالوراثة أو بأمراض نفسية، ولقد أوعزت جوان خلال مقابلة مع تايمز يوم الأحد أسباب ازدياد اضطرابات الأكل بين صفوف الشابات إلى الأنانية والإسراف والتأمل الزائد في المجتمع البريطاني. ولقد ادعت أن اضطرابات الأكل غير موجودة في أماكن “لا يوجد فيها طعام كاف” مثل مخيمات اللاجئين من سوريا. وكان هناك ردود فعل عنيفة وهائلة على أقوالها على مواقع التواصل، حيث قال العديد إن آراءها غير مسؤولة وغير حساسة، ونتيجة لذلك دفعت للاعتذار علانيةً.

 

التعليق:

 

تقول الإحصاءات إن هناك تزايدًا عالميًا في حالات فقدان الشهية واضطرابات الأكل، ولقد قال الدكتور كولين ميتشي، وهو طبيب أطفال مرموق في بريطانيا ورئيس اللجنة الغذائية في الكلية الملكية لطب الأطفال والعناية بالطفل، إن هذه الزيادة سببها استخدام الأطفال للهواتف النقالة (الخلوية) والتعرض إلى الإعلانات، ونوه إلى سهولة مشاهدتهم المستمرة لصور أجسام الشخصيات المشهورة واعتبرها عاملاً في حالات اضطرابات الأكل. هذا الرأي يؤيده العديد من الباحثين المرموقين وممارسي الطب. وفي أكبر دراسة بريطانية حول اضطرابات الأكل (تموز/يوليو 2015) حيث تم دراسة 6000 شاب حتى جيل الرابعة عشر، وجدت الدراسة أن الثقة بالنفس عند الأطفال في جيل الثامنة هي إحدى التنبؤات الخطيرة للعوامل المؤدية إلى مشاكل سندات المراهقة. حاليًا تحتل الصين والهند والولايات المتحدة المراكز الثلاثة الأولى من حيث أعداد المصابين بفقدان الشهية، وجميع هذه الدول تسيء للنساء إلى حد كبير وتروج إلى أشكال أجساد نساء غير حقيقية. دراسة نشرت في ميد جين ميد عام 2004 أظهرت أن “انتشار حالات اضطرابات الأكل في الدول غير الغربية أقل منها في الدول الغربية ولكنها تبدو أنها آخذةً بالازدياد”.

 

من هنا نستطيع أن ندرك أن العولمة والترويج للثقافة العلمانية الليبرالية قطعًا سوف تفاقم ازدياد شعور النساء بكراهية أجسادهن والسعي للتكيف مع المعايير المفروضة من قبل الإعلام العنصري الرأسمالي الكاره للنساء. إن الحل لتحرير العالم من الارتباك الذهني حول أشكال الأجساد الصحيحة أو غير الصحيحة والصورة المنخفضة للذات هو فقط من خلال تبني الحقيقة وهي أن مظهر الشخص لا علاقة له بالحياة. إن الله سبحانه وتعالى رب العالمين قد وضع الجمال في جميع خلقه وهذا واضح في القرآن الكريم فيقول الله سبحانه وتعالى ﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [غافر: 64].

 

إن الموضوع المهم الذي يميز الناس في الإسلام هو أعمالهم الحسنة والإيمان بالحقيقة وليس الأكاذيب والخداع. ومن هنا فقد حرر الإسلام الذكور والإناث من القيم الخاطئة الهدامة وغير الإنسانية ويملك الجميع بغض النظر عن الجنس أو القومية أو المال نفس الفرصة للفوز بأعلى الدرجات من الله سبحانه وتعالى والتنعم بأعلى مراتب الجنة وهي الفردوس. وبعودة النظام السياسي الخلافة ستكون هناك نهاية لهيمنة القيم السطحية وستعود التأثيرات الإيجابية التي ترفع الناس حقا، وتسمح لهم بالتقدم في الحياة.

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عمرانة محمد

 

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

2016_03_18_TLK_2_OK.pdf