Take a fresh look at your lifestyle.

بطالة الشباب في كوريا تكشف فشل الرأسمالية في تحقيق وعودها لأجيالنا المستقبلية (مترجم)

 

 

بطالة الشباب في كوريا

 

تكشف فشل الرأسمالية في تحقيق وعودها لأجيالنا المستقبلية

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

كان تقرير الحكومة الكورية يوم الثلاثاء الخامس عشر من آذار/مارس فيما يتعلق بمعدل البطالة بين الشباب في شهر كانون الثاني/يناير صادما في البلاد – ويعتقد مركز بحثي بأن هذه النسبة ستبقى على حالها المرتفع لبعض الوقت. وقد كشفت البيانات بأن نسبة البطالة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15-29 بلغت 12.5%، وكانت النسبة الأكبر من نصيب خريجي الجامعات الذين يهرعون للانضمام لسوق العمل بعد التخرج. ففي شباط/فبراير الماضي، ارتفعت نسبة خريجي الجامعات العاطلين عن العمل إلى 19.2 خلال العام.

 

يأتي هذا على غرار الوضع في اليابان في بداية التسعينات، إلا أن كوريا ستجد الأمر أكثر صعوبة بكثير من الوضع في اليابان ولن يكون تغيير هذا الوضع سهلا عندها، فقد بلغت نسبة المنتسبين للجامعات في اليابان قبل عشرين عاما 30% بينما تجاوزت هذه النسبة في كوريا اليوم الـ70%. يقول التقرير بأن “هذا يفسر سبب حاجة البلاد لسياسة أساسية جوهرية أكثر لاستعادة إمكانات التنمية وزيادة معدل تشغيل الشباب من خلال إعادة الهيكلية الصناعية بصورة أكثر جرأة بكثير وتطوير محركات نماء جديدة”.

 

التعليق:

 

إن هذه البيانات تظهر بوضوح بأن النمو الاقتصادي في الدول المتقدمة ككوريا لا يضمن ذلك الازدهار لوضع الشباب. لقد اعتادت الدول الرأسمالية المتقدمة ترجمة المصطلح الاقتصادي “تمكين الشباب”، والذي يعني في العامية “التمكين من خلال التوظيف” والذي يوضح كيف أن سن الإنتاج كما هو واقع سن الشباب يمكن أن يشكل فائدة كبيرة للتنمية الاقتصادية. لقد عجزوا عن رؤية العلاقة الإنسانية القوية – التي تعد نبيلة سامية إلى جانب كونها استراتيجية – بين نوعية جيل المستقبل واستمرارية الحضارة الإنسانية.

 

إن الرفاه الاقتصادي والاستقرار هما وَهْمٌ دائما ما تتشدق به الرأسمالية. وفي الحقيقة، فإن هذه الأيديولوجية المتآكلة المهترئة التي تتبنى نظام الفائدة الربوية، والتنمية القائمة على أساس فوائد الديون الجشع وكذلك نظام الائتمان قد خلقت اقتصادات متقلبة وبطالة ضخمة، فضلا عن تدفق للثروة في اتجاه واحد فقط: من الفقراء إلى الأغنياء. وبالإضافة إلى ذلك فإن المعتقدات الرأسمالية التي تجعل من تأمين المصالح الفردية والمكاسب الاقتصادية هدفا أساسيا في الحياة أنشأت مجتمعات تهيمن عليها النزعة الاستهلاكية المادية.

 

ونتيجة لذلك فقد خلقت الرأسمالية تجردا من الإنسانية في أشكال عديدة، بما في ذلك التعامل مع الشباب. إنه لمن الواضح تماما ما أدى إليه النمو الاقتصادي من مشاكل جادة في انخفاض معدلات النمو السكاني فقد أصبح معيقا عن ولادة جيل المستقبل من رحم النساء اللاتي كان دورهن الأساسي أنهن أمهات ومربيات الأجيال الصاعدة. كل ذلك كان نتيجة لطموحات تحقيق النمو الاقتصادي – الذي ينظر فيه للشباب على أنهم عمال وطاقة محركة للنمو الاقتصادي لا عماد بناء حضارة نبيلة سامية تتمتع بشخصيات نبيلة سامية.

 

لا بد من أن تكون هناك نهاية لهذا كله. لقد آن الأوان لتقديم رؤية سياسية اقتصادية جديدة للشباب المسلم في أنحاء العالم أجمع. لا بد أن يولد نظام جديد قادر على صياغة نموذج مثالي لتمكين الشباب من خلال جعل تأمين الحاجات الإنسانية فوق أي اعتبارات لتحقيق مكاسب مالية، وخلق فرص عمل كافية، وبناء نظام تعليمي يبني شخصيات قوية سوية في الشباب.

 

نظام لديه رؤية سامية لتمكين الشباب على اعتبار أنهم حاملو لواء التغيير وقادة للمستقبل. إنه نظام الخلافة الذي يجسد هذه الرؤية. فالخلافة على منهاج النبوة هي الدولة التي سيكون فيها الشباب وعلى المستوى العالم أفضل نموذج لازدهار المجتمع وستعمل الدولة على تمكينهم على اعتبار أنهم قادة المستقبل وحملة لواء التغيير فيه، وستكون النظرة إليهم في ظلها على أنهم بشر مكرمون لا أداة لتحقيق النمو الاقتصادي.

 

﴿أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ [التوبة: 109]

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

فيكا قمارة

 

عضو المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

 

2016_03_20_TLK_1_OK.pdf