Take a fresh look at your lifestyle.

رسالة المعارضة السورية لروسيا… كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

 

رسالة المعارضة السورية لروسيا…

 

كالمستجير من الرمضاء بالنار

 

 

 

الخبر:

 

أعربت المعارضة السورية عن أملها في أن تضغط موسكو على النظام السوري للدخول في مفاوضات جادة حول المرحلة الانتقالية.

 

وقال يحيى قضماني، نائب منسق “الهيئة العليا للمفاوضات” التابعة للمعارضة، خلال مؤتمر صحفي في جنيف “نريد أن نوجه رسالة إلى روسيا أننا نأمل بأن تستخدم نفوذها للضغط على نظام الأسد بشكل جدي كي يدخل في مفاوضات جادة حول الانتقال السياسي”، عن القدس العربي.

 

التعليق:

 

عجيب غريب أمر هذه المعارضة التي ترتجي ممن قتل المدنيين رجالاً ونساءً وأطفالاً، ودمّر بيوتهم على رؤوسهم، وأمَدَّ نظام أسد بكل أسباب الحياة، ومهّدَ له السبل لإعادة بسط نفوذه على مختلف المناطق، وما زال يفعل حتى الساعة؛ ترتجي منه أن يضغط على نظام أسد ليدخل في مفاوضات جادّة.. فحالهم في هذا كحال المستجير من الرمضاء بالنار.

 

أهو غباء سياسيٌّ أم استغباء؟ إذا كانت روسيا نفسها لا تملك قراراً مثل هذا، وهي التي سِيقتْ لدعم نظام بشار سوقاً كسَوقِ النعاجِ، ثم تأتي المعارضة السورية بكل استخفاف بعقول الناس لتطلب من روسيا هذا الطلب..

 

والعجيب أيضاً أنهم يأملون بأن يدخل نظام أسد معهم في مفاوضات جادّة، وكأنه يملك قرارًا مثل هذا، ومع أن السنوات الخمس من عمر الثورة قد كشفت اللاعبين الحقيقيين في هذه القضية، إلا أن تطويع المعارضة لتدخل بيت الطاعة الأمريكي، وترويضها الذي تم في الرياض وغيرها، وتأثير المال السياسي الذي جعلهم يُثرون بمتاجرتهم بقضية الأمة؛ كل ذلك أعمى أبصارهم وبصائرهم عن الحقيقة، وغفلوا عن إدراك أنّ الصراع إنما هو بين رأس الكفر أمريكا وبين الواعين المخلصين من أبناء الأمة في سوريا، وأنّهم – أي المعارضة – إنما أُتِيَ بهم لتمرير المخطط الأمريكي، الذي يرمي إلى إحباط مشروع الأمة بالنهضة وإقامة دولة الخلافة الحقيقية على منهاج النبوة، وإلى استمرار سوريا في التبعيّة الأمريكية سواءٌ أكان الحاكم فيها بوجهِ بشار أم بوجه المعارضة المروَّضة.

 

إن الأمة في وعيها السياسي وفي طليعتها حزب التحرير قد سبقت الغرب بمراحل في الوعي السياسي، فالأمة وقفت لسنوات خمس في سوريا في وجه المخططات الأمريكية، فجاءت هذه المعارضة المروّضة كترويض القرود في السيرك لتتخلّفَ بالأمةِ مراحل إلى الوراء، ظانَّةً أن تصريحاتها تنطلي على الأمة، لقد خاب ظنُّها، وطاشَ سهمُها، فلن تعود من جنيف – إن عادت – إلا بسواد الوجه، ولن ترجع – إن رجعت – إلا بالعار والشَّنار.

 

إن مشروع النهضة الحقيقية للأمة قد أرخى سدولَه في بلاد المسلمين، بل قد مدَّ جناحيه ليصيب الشرق والغرب، ولذلك رأيناهم قد جاءوا بقضّهم وقضيضهم تحت قيادة رأس الكفر أمريكا ليمنعوا اكتمال هذا المشروع، وهيهات لهم ذلك: ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ، هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

خليفة محمد – الأردن

 

2016_03_23_TLK_3_OK.pdf