قانتات حافظات- واجبات المرأة
حياكم الله معنا من إذاعة المكتب الإعلامي لحزب التحرير , حيث نلتقي بكم مجددا , في فقراتنا المـتتابعة من سلسلة حلقات قانتات حافظات ، قمنا في الحلقة السابقة بذكر اللباس الذي تخرج فيه المرأة للحياة العامة ، نأتي الآن لبيان هذا اللباس والكيفية التي يجب أن يكون عليها لأهمية الموضوع ، خاصة بعد الهجمة الشرسة التي يشنها الغرب وأعوانه على المرأة المسلمة ومحاولة تضليلها وحرفها عن الصواب ، فخرج علينا بموديلات وأشكال للباس الشرعي ما أنزل الله بها من سلطان ، مدعيا أنها من الإسلام والإسلام عنها بعيد .
فأصبحنا نرى بعض النساء يخرجن كاسيات عاريات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت، وإن لبسن الخمار أو الجلباب فترى المنديل الأخضر والأحمر والشفاف المفصل للجسم تفصيلا.
إن اللباس الشرعي الذي فرضه الله تعالى ما هو الا قطعتين أولاهما: الجلباب الذي تسدله المرأة إلى آخر القدمين، على أن يكون الجلباب واسعا لا يشف، ثانيا: الخمار أي غطاء الرأس وهو المنديل الذي تلويه المرأة على عنقها وصدرها؛ لتخفي ما يظهر من طوق القميص وطوق الثوب من العنق والصدر .
أما الكيفية التي يكون فيها هذا اللباس فهي مبينة في قوله تعالى: ” ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها” ،أي لا يظهرن مما هو محل الزينة من أعضائهن كالأذنين والذراعين والساقين وغير ذلك إلا ما كان يظهر في الحياة العامة عند نزول هذه الآية أي في عصر الرسول_صلى الله عليه وسلم_، وهو الوجه والكفان ، وبهذا الوصف الدقيق يتضح بأجلى بيان ما هو لباس المرأة في الحياة العامة وما يجب أن يكون عليه، وجاء حديث أم عطية فبين بصراحة وجوب أن يكون لها ثوب تلبسه فوق ثيابها حين الخروج، حيث قالت للرسول _عليه الصلاة والسلام_: “إحدانا لا يكون لها جلباب” فقال لها الرسول _صلى الله عليه وسلم_: “لتلبسها أختها من جلبابها” أي حين قالت للرسول: إذا كان ليس لها ثوب تلبسه فوق ثيابها لتخرج به، فإنه عليه السلام أمر أن تعيرها أختها من ثيابها التي تلبس فوق الثياب، ومعناه أنه إذا لم تعرها فإنه لا يصح لها أن تخرج، وهذا قرينة على أن الأمر في هذا الحديث للوجوب، أي يجب أن تلبس المرأة جلبابا فوق ثيابها إذا أرادت الخروج، وإن لم تلبس ذلك لا تخرج .
وإليكم بعض من صفات هذا اللباس :
* قطعتين إحداهما تغطي الرأس وهي الخمار ، والثانية جلباب ساتر لجميع بدن المرأة مغلق من أعلاه إلى أدناه، مع وجوب تغطية القدمين .
* وهو لباس غير متبرج أي لا زينة ملفتة للنظر فيه، فلا يكون مزركشا ولا بألوان صارخة تلفت النظر وليكن ضابطنا أختي حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ فيما شككنا فيه “دع ما يريبك إلى ما لا يريبك”.
* وهو ثخين لا يشف.
* وهو فضفاض واسع غير ضيق ولا مفصل لجسد المرأة .
*وهو غير مطيب لقول رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ :” أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ” أخرجه النسائي والحاكم وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما.
*وهو لباس لا تقصد الشهرة فيه بين الناس لقوله _صلى الله عليه وسلم_ ” من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه ثوب مذلة يوم القيامة ، ثم ألهب فيه نارا” رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه وصححه الألباني في غاية المرام .
بعد الانتهاء من بيان مواصفات اللباس الشرعي نأتي الآن لمسألة عورة المرأة على محارمها من الرجال وعلى عورتها أمام النساء الأخريات.
عورة المرأة على محارمها وعلى النساء مبينة في قوله تعالى : ” ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء”
فيجوز للمرأة أن تظهر مواضع الزينة المعتادة للمرأة مثل أذنها (مكان القرط) وعنقها وصدرها ( مكان العقد) ويدها (مكان السوار) وذراعها (مكان الدملج) وقدمها وساقها ( مكان الخلخال)
وأما غير مواضع الزينة المعتادة للمرأة من عورتها فلا يجوز للنساء ولمحارمها أن يروها.
أما ما تقوم به بعض النسوة اليوم من كشف العورات في المناسبات وإرضاع أبنائهن أمام النساء الأخريات فهذا لا يجوز ، وعلى الناظر أن يغض البصر حتى لا تقع عينه على المحرمات.
بعد أن انتهينا من بيان ستر العورة ولباس المرأة في الحياة العامة ، بقي أمران من الواجبات الشرعية المتعلقة بالمرأة وجب التطرق إليهما وهو موضوع سفر المرأة وموضوع حضانة الأم لأطفالها ، وسيكون بيانهما في الحلقة القادمة بإذن الله .