نفائس الثمرات – ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
أيها المسلمون ! إنّ الله تعالى قد أخرجنا بالإسلام من الظلمات إلى النور، وبالإسلام جعل منا أمّةً عزيزة قويّة، لها شأنها وذكرها، وحتى نكونَ كذلك ونظلَّ كذلك، لابدّ لنا من أن نلتزم بما طلبه الله تعالى منّا كأمّة، قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}، وقال تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجسدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ»، وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قومٌ أعزَّنا الله بالإسلام، ومتى ابتغينا العزَّ بغير دين الله أذلنا الله».
فأيّ شعارٍ أو فكر أو مفهوم، مأخوذٍ من غير الإسلام، لن ينفع المسلمين أو يُقوّيهم، وإنّما سيَضرُّهم ويضعفهم، وقد دلّت الأدلة الشرعية والوقائع الجارية على ذلك، فيجب على المسلمين أن لا يقبلوا غير الإسلام شعاراً وفكراً ومنهجَ حياة، فالإسلام أولاً ودائماَ، وعليهم أن يرفضوا ويقاوموا ما سواه من شعارات وأفكار وأنظمة، وأن يأخذوا على أيدي الحكام الذين ارتضوا لهم شعارات الكفر وأفكاره، وطبقوا عليهم أنظمته وقوانينه، فلم تجلب لهم إلا الهزائم والمصائب والضعف والهوان … عليهم أن يحاسبوهم، وأن يغيّروا عليهم، كما أمرهم الله، لإعادة نظام الإسلام إلى الحياة تحت إمرة خليفة واحد، خليفةٍ يبايعونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله، ليقودهم في ساحات الجهاد من أجل تحريرهم وتحرير بلادهم من الكفر والكفار، ثم توحيدهم في دولة الخلافة، يحملون تحت رايتها رسالة الإسلام إلى الناس كافّة، لإنقاذهم من عَفَنِ الأنظمة الوضعية وظلمها إلى نور الإسلام وعدله.
قال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ}