Take a fresh look at your lifestyle.

أمريكا هي دولة من دول العالم الثالث بالنسبة لهؤلاء المضطرين لدفع ثمن مياه ملوثة للشرب وحتى الاستحمام (مترجم)

 

 

أمريكا هي دولة من دول العالم الثالث

 

بالنسبة لهؤلاء المضطرين لدفع ثمن مياه ملوثة للشرب وحتى الاستحمام

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أوردت واشنطن بوست ومجلة تايم يوم 2016/4/12 أن المياه في مدينة فلينت بولاية ميشيجين الأمريكية ليست آمنة للشرب بعد عامين من التلوث بالرصاص الذي يعتبر سماً زعافاً يدمر الدماغ. وقد أخبر سكان المدينة الذين يبلغ عددهم 100.000 إنسان أن بإمكانهم الآن رسميًا شرب المياه ولكنهم يُنصحون باستعمال المرشحات (المفلتر) لحمايتهم من بقايا الرصاص التي ما تزال موجودة في الماء. وخلصت دراسة قامت بها جامعة فرجينيا التكنولوجية الأمريكية أن “جميع سكان فلينت يجب أن يستمروا باستخدام المياه المعبأة أو مياه فلينت التي تمر عبر مرشح (مفلتر) للرصاص لكافة الاستعمالات للطهو أو الشرب حتى إشعار آخر”.

 

التعليق:

 

لقد تعرض سكان فلينت للتسمم بالرصاص لأن سلطة المياه قررت تغيير مصادر مياه أقل تكلفة في نيسان/أبريل عام 2014، مما أدى إلى تآكل أنابيب الرصاص التي يمر بها الماء نتيجة لمعالجة المياه غير المناسب. وبالإضافة إلى العجز يضاف الإهمال الجنائي، لأن وكالة حماية البيئة الأمريكية اكتشفت المشكلة وأعلمت حكومة الولاية التي تجاهلت بدورها التحذيرات. وسجلت المستشفيات مستويات عالية من الرصاص في دماء سكان فلينت وفي مياه بعض البيوت التي تحتوي على رصاص بنسبة أعلى بآلاف المرات مما يسمح به.

 

في الواقع إن المياه خطرة جدًا لدرجة أنه لا يمكن الاستحمام بها، ناهيك عن شربها، مع ذلك، فإن السكان يدفعون ما معدله 864 دولاراً سنويًا ثمنًا للمياه التي تسممهم! الآن وقد علم سكان فلينت بالمشكلة، بدأ تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم بين سلطات الولاية ووكالة حماية البيئة وقد تدخل الرئيس أوباما ليعرب عن أسفه لما جرى، ولكن الناس ما يزالون يدفعون ثمن المياه الملوثة، وهم ليسوا وحدهم.

 

فقد أخبر البروفيسور مارك إدواردز من جامعة فرجينيا للهندسة لجنة الكونجرس للإصلاح والمراقبة الحكومي في شهر آذار/مارس أن “وكالة حماية البيئة وغيرها من الوكالات سببت أزمات مشابهة من الرصاص – المياه في واشنطن العاصمة ما بين 2001 لمدة ست سنوات وكتبوا عليه تقارير مزورة. وهذا أوجد جوًا من “أن أي شيء يحدث في الولايات المتحدة، أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الضرر الصحي من الرصاص في مياه الشرب يجب إخفاؤه”.

 

وبحسب البروفيسور إدواردز “فإن التأمين الصحي بعيد المدى للمياه الملوثة بالرصاص في العاصمة (واشنطن) ستكون 20-30 مرة أسوأ مما حدث في فلينت”. لقد تعرض الناس في العاصمة الأمريكية بنسبة ستة أضعاف مما تعرضوا له في فلينت ولمدة أطول بمرتين ولنسبة ثلاثة مرات أكثر في معدلات الرصاص. إذا كانت هذه هي الأوضاع التي يعاني منها الأمريكيون في عاصمتهم، فيمكن اعتبار أمريكا دولة من دول العالم الثالث على الأقل من وجهة نظر أهلها، هذا على الرغم من أن معظم ثروات العالم موجودة بأيدي أمريكا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

د. عبد الله روبن

2016_04_15_TLK_2_OK.pdf