Take a fresh look at your lifestyle.

السيسي يبيع مصر (مترجم)

 

 

السيسي يبيع مصر

 

(مترجم)

 

 

 

الخبر:

 

أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال أول زيارة رسمية للملك السعودي سلمان لمصر وذلك في 11 نيسان/أبريل عن نقل ملكية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية. وقد سيطرت مصر على الجزيرتين منذ عام 1950. والاتفاق يعيد رسم الحدود البحرية بين البلدين لأن الجزر تقع عند مدخل خليج العقبة. وقد تضمنت الاتفاقية أيضًا خططًا لإحياء بناء الجسر الذي سيخلق تواصلًا مباشرًا بين البلدين.

 

والجزيرتان غير مأهولتين، وتعتبران مهمتين من الناحية الاستراتيجية بسبب موقعهما على الطريق البحري الذي يؤدي إلى موانئ العقبة في الأردن وإيلات في كيان يهود.

 

التعليق:

 

بداية من وجهة النظر الإسلامية فإنه لا فرق إن كانت الجزيرتان في الناحية المصرية، أم في ناحية الحجاز فكلاهما بلاد إسلامية، بل إن الأصل أن يكون البلدان والجزيرتان ضمن دولة واحدة هي دولة الخلافة على منهاج النبوة. لكن من خلال النظرة الوطنية المقيتة التي ينظر منها الحكام، ومن يصفق لهم، أقول من حجارتكم نرميكم:

 

لقد شكل الإعلان عن أن فريقًا من الخبراء في مصر قد خلص إلى أن جزيرتي تيران وصنافير كانتا داخل المياه الإقليمية السعودية مفاجأة للجميع، ودفع بعض المنتقدين إلى القول بأن هذه الخطوة التي تتمثل ببيع أرض للسعودية الغنية بالنفط تأتي في الوقت الذي يحتاج فيه الاقتصاد المصري المنهار إلى كل مساعدة ممكنة.

 

وقد شكلت السعودية بنكًا يمول مصر منذ الإطاحة بحسني مبارك. ومنذ وصول الملك سلمان إلى السلطة، فقد لعب هو والسيسي دورًا رئيسيًا في الخطط الأمريكية في المنطقة. ولكن مصر تواجه مشاكل داخلية ضخمة على الصعيد السياسي والاقتصادي والإنساني.

 

وقد جاء السيسي إلى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس محمد مرسي بمباركة بل بإيعاز من أمريكا. وبتفاؤل عريض، ودعم من الكثيرين معتبرين أن السيسي سينقذ مصر، ولكن السيسي أثبت أنه عديم الكفاءة.

 

وقد حافظ السيسي على سيطرة الجيش على الاقتصاد، والذي وفقًا لبعض التقديرات يصل إلى نحو 60٪. وهذا يعني أن الاقتصاد، وعلى الرغم من ثورات الربيع العربي، قد أصبح يتجه من سيئ إلى أسوأ. وقد حاول السيسي معالجة هذه المشاكل بمجموعة من المشاريع الكبيرة المقترحة بما في ذلك توسيع قناة السويس، إلا أن ذلك لم يحدث أي تغيير. وقد تعامل السيسي مع الأزمة باستخدام قبضة حديدية، مثلما فعل سلفه.

 

وقد ذهبت وسائل الإعلام المصرية إلى أبعد من ذلك لتبرير مطالبة السعودية بالجزر. وفي السياق ذاته، أشاد بيان لوزارة الخارجية بالقرار وبأنه ثمرة “أكثر من ست سنوات من العمل الشاق والطويل”. فقد قالت صحيفة الأهرام، أكبر صحيفة حكومية، في افتتاحيتها: “إن مصر لم تقم بتسليم بوصة واحدة من أراضيها تحت أي ظرف”، وأضافت: “لكن سيكون من غير المعقول أن ننكر حق إخواننا في السيطرة على أرضهم في الوقت الذي أثبتت فيه جميع المستندات ملكيتهم لها”.

 

وقد رد الشعب المصري بغضب ضد قيام السيسي ببيع الأراضي المصرية. وقد تعهد السيسي للشعب بأنه يمكن أن يثق به وأنه قادر على حماية مصر وأنه سينقل البلاد إلى وضع أفضل. ولكنه بعد عامين أوصل البلاد إلى الحضيض، وهو الآن يقوم ببيع مصر لسداد التمويل السعودي، وهو ما مكنهما من حماية المصالح الأمريكية في المنطقة.

 

إن هذه القضية هي أحدث قضية يخسر فيها السيسي الدعم، وسننتظر لنرى كم سيطول بقاء السيسي.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

عدنان خان

2016_04_18_TLK_4_OK.pdf