Take a fresh look at your lifestyle.

اللغة العربية والإسلاموفوبيا

 

اللغة العربية والإسلاموفوبيا

 

 

 

الخبر:

 

تحت عنوان: كاتبة أمريكية: “الله أكبر” لطيفة لكن يساء استخدامها، نشرت الجزيرة نت ضمن جولة الصحافة، نقلاً عن الواشنطن بوست ما قالته الكاتبة الأمريكية كيتلين كيندرفاتر كلارك إن عبارة “الله أكبر” ليست مخيفة، ولكن الإرهاب شوه طريقة سماعنا للغة العربية حتى صار العرب يخشون التحدث بلغتهم في الأماكن العامة وأثناء التنقل في الولايات المتحدة…

 

وتقول إن سوء الفهم هذا عند الأمريكيين سيستمر ما داموا يستمعون بشكل رئيسي للغة العربية من أخبار الإرهاب و”التطرف الإسلامي” في وسائل الإعلام.

 

التعليق:

 

لقد حمل المسلمون الإسلام منذ قيام دولته الأولى في المدينة المنورة مازجين الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية، بما يحمله كل منهما من سمات التأثير والتوسّع والانتشار، فدخل الناس في الإسلام أفواجًا، وتعلموا اللغة العربية مع الإسلام، فبرز من غير العرب علماء أفذاذ حتى في علوم اللغة العربية نفسها، ولعل سيبويهِ صاحبَ “الكتاب” الموسومِ بـ “البحر” من الشواهد الناصعة على هذا.

 

ولكن مع الانحطاط الفكري الذي أصاب المسلمين، ومع الضعف والتمزق الذي ألم بهم؛ انفصلت الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية، فضلاً عن أن الكافر المستعمر لمّا تمكّن من هذه الأمة وجّه سهامه للغة العربية كما وجهها للإسلام لأنها وعاؤه وأداتُه، فكاد يصيب منها مقتلاً.

 

والغرب في حربه المعاصرة والمستمرة على الإسلام والمسلمين لا يميّز بين الإسلام ولغته، بل إن تشويه صورة الإسلام ولغة الإسلام قد صارت جزءاً من مخططاته في الحرب على الأمة الإسلامية، ويتولّى الإعلام الغربي كِبْرَ تشويه صورة الإسلام ولغة الإسلام؛ اللغة العربية، حتى وجد في الغرب ما يمكن تسميته بـ “اللغة العربية فوبيا”، وتمكّن الإعلام من خلق حالة رُهابٍ ضد اللغة العربية – كما الإسلامِ – في اللاوعي الغربي، فينفر الغربي ممن يتكلم اللغة العربية لا شعورياً، حتى لو كان المتكلمُ يشكره أو يمدحه!

 

كل هذا يحصل في غفلة من الأمة الإسلامية، التي افتقدت الحكام الرجال، الذين يهزّون العالم بسطر يكتبونه، أو كلمة يطلقونها، رجال كأبي بكرٍ وعمرَ، وكالرشيدِ والمعتصمِ، وكمحمدٍ الفاتحِ وسليمانَ ومرادٍ وعبدِ الحميد.

 

لقد ابتليت الأمة الإسلامية بحكام حطّوا من قيمة اللغة العربية، كما حطّوا من قيمة الإسلام، وأشاعوا في شعوبهم – زوراً وبهتاناً – أن اللغة الإنجليزية هي لغة العصر، وفرضوها في التعليم في بلاد المسلمين بمختلف مراحله، حتى أصبح كثير من أبناء المسلمين يتباهون بلكنتهم الأعجمية، ولا يحسنون قراءة القرآن، فضلاً عن فهم معانيه!

 

إنه لا يُرتَجى من الإعلام الغربي أن يكفّ عن إساءاته للإسلام ولغته، فما الإعلام الغربي إلا جزءٌ من حرب الغرب على الإسلام، ولكننا ننحو باللائمة على الأمة الإسلامية التي بات من المحتّم عليها أن تستيقظ من غفلتها، وتبحث عن هويّتها، وتثوب إلى رشدِها، وتعيد خلافتَها خلافة على منهاج النبوة، ولا يكون ذلك إلا بأن تُسلِمَ قيادَها للرائد الذي لا يكذب أهله، للمخلص الواعي من أبنائها، وهو حزب التحرير العامل للتغيير على أساس الإسلام وبلغة الإسلام اللغة العربية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

 

خليفة محمد – الأردن

2016_04_23_TLK_2_OK.pdf