“رؤية السعودية 2030” عندما تقاد الدولة وكأنها شركة رأسمالية تدار بأيدٍ غربية، فإنه المسير نحو الهاوية
“رؤية السعودية 2030”
عندما تقاد الدولة وكأنها شركة رأسمالية تدار بأيدٍ غربية، فإنه المسير نحو الهاوية
محمد بن سلمان الطفل المدلل لملك آل سعود، والذي وجد نفسه فجأة الرجل الثالث في واحدة من أهم بلدان المسلمين مصداقا لحديث رسول الله e عن الرويبضة، ذلك الأمير الذي يحاول أن يسوق نفسه على أنه رجل لم تحمل مثله النساء أطل علينا لكي يطرح ما أسموه “رؤية السعودية 2030”!
إن هذه الرؤية لا تخرج عن كونها برنامج عمل أو خطة إدارية في شركة تدير أعمالاً اقتصادية تسعى للربح وجني الأموال. وهو ما يظهر واضحا في كل أجزاء المقابلة التي أجراها هذا الأمير السعودي المتطفل على السلطة بصفته ابن أبيه. فالمقابلة من أولها وحتى آخرها تتحدث عن المال والمصطلحات الاقتصادية والاستثمار ومصادر الدخل للدولة وكأن الدولة تحكم من خلال منهج لإدارة الأعمال وهي للأسف جميعها قوانين إدارية اقتصادية مستنبطة من النظام الرأسمالي العفن، فهل يمكن لهذه القوانين أن تأتي بخير لأهل بلاد الحرمين؟!.
إن “رؤية السعودية 2030” يمكن اختصارها واستلهام نتائجها بأن الخدمة للرعية سوف لن تنفذ ما لم يكن وراءها مردود اقتصادي ومنفعة للدولة تجني من ورائها الأموال والأرباح، كما أنها سوف تتعامل مع الرعية من منطلق الموظف في الشركة تعطيه الراتب لكي تستفيد منه أرباحاً ومنافع فقط مثلها في ذلك مثل أي شركة رأسمالية تستعبد الموظفين.
إن للدولة – عندما تكون دولة إسلامية بإذن الله – نظام حكم مستنبطاً من العقيدة الإسلامية ومستنداً إلى الحكم الشرعي أولا وأخيرا، وهي ليست خطة أو رؤية توضع على أساس العمق التاريخي والجغرافي والإقليمي أو غيرها من الأسس التي ذكرها محمد بن سلمان في مقابلته. فهي في كل جوانبها أحكام شرعية مستنبطة من الوحي وأساسها العقيدة وتنفذها أجهزة الدولة الإسلامية في جميع مناحي الحياة وشؤون الناس.
إن واجب الدولة (عندما تكون إسلامية) أن ترعى مصالح الناس وتؤمن لكل فرد فيهم حاجاته الأساسية، وأكبر قدر ممكن من حاجاتهم الكمالية، وأن تعينهم على العمل والتعليم والزواج وغيرها انطلاقا من العقيدة الإسلامية تعبدا لله عز وجل وليس للدعاية الشخصية ولا تقربا للكفار وإرضاء للشيطان، ولا طمعا في الربح وجني المال، وإنما إرضاء لله عز وجل وطمعا في جنته وخشية من غضبه سبحانه..
إن “رؤية 2030” لمن يتأملها وبعيدا عن البهرجات الإعلامية التي يقوم بها ابن سلمان لتسويق نفسه ونفخ سمعته في سياق منافسته لابن عمه ابن نايف على خدمة سيدتهم أمريكا وسعيهم لنوال رضاها طمعا في السلطة، فإنها بعيدا عن ذلك تحمل في طياتها نذير شؤم لأبناء بلاد الحرمين الأنقياء بتغييرات سوداء يسعى لها هذا الشيطان العبد بأوامر سيدته الشيطان الأكبر أمريكا تتعلق بعلمنة البلاد وقيادتها نحو الانفتاح الحياتي والاقتصادي أسوة بجارتها دبي، وبئست الأسوة، حيث ضياع العقيدة والهوية، وحيث شيوع الفساد وسواد الرأسمالية الطاغية والعلمانية الصريحة، والعولمة الطاغية في الاقتصاد والمجتمع والتعليم والإعلام وحتى في اللباس والشراب والطعام.. ويتجلى ذلك بوضوح عند حديثه عن الاستثمار والسياحة والمرأة وبرامجه “القوية جدا” مع “كل الدول المجاورة”، ولك أن تتأمل من هي كل الدول المجاورة بعد أن أصبحت تيران أرضا سعودية، وبعد عقود من شيطنة الجارة إيران، وبعد اقتراب الحوثيين من تقاسم السلطة في اليمن..
فيا حكام آل سعود…
ألا تخافون الله فيما تحكمون؟ ألا يكفيكم من الخيانة ما تقومون به في بلاد المسلمين من مؤامرات؟ ألا يكفيكم خياناتكم في الشام واليمن والعراق وأفغانستان وكل بلاد المسلمين؟ أم على قلوب أقفالها؟ إن كنتم لم تكتفوا بعد فتذكروا أن الله شديد العقاب وأن إليه عاقبة الأمور كلها، وإن أمر الساعة لقريب..
ويا أبناء بلاد الحرمين..
احذروا أن تمرر عليكم مخططات لا توافق الإسلام أو أن يخدعكم هذا الغلام الساذج بمصطلحات المال والأعمال أو أن يغركم بمتاع الحياة الدنيا وزينتها، فيجعلكم ترضون ما يحوكه الغرب لبلادنا من فساد وإفساد ويسوقه لكم عن طريق أذنابه سلمان وابنه وأسرته، فلزوال الدنيا كلها وغضب آل سعود جميعا أهون من أن تمسكم نفحة من غضب الله، فكونوا ممن أنكر فسلم ولا تكونوا ممن رضي وتابع..
ويا شيوخ بلاد الحرمين وعلماءها..
بئس العلم ما تحملون إن لم ينفعكم هذا العلم في النجاة من فتن الدنيا ونار الآخرة، ألا تذكرون كيف كان سلفكم أحمد بن حنبل رحمه الله طودا شامخا في طريق محاولات تحريف الإسلام، أولا تعلمون كيف كان سلفكم ابن تيمية رحمه الله شوكة في حلق الظالمين، أم نسيتم كيف باع سلفكم العز بن عبد السلام رحمه الله الأمراء، رغم أن كل أولئك الحكام كانوا خيرا كما تعلمون من خونة آل سعود الذين يسوسونكم بأحكام أمريكا!.. ألم يأن لكم أن تخشع قلوبكم لذكر الله وما نزل من الحق، ألم يحن وقت ترجمة العلم إلى عمل تنقذون به أهل الأرض وترضون به رب السماء والأرض، ألم يحرك فيكم منع النهي عن المنكر بشكل علني أية غيرة على دين الله، ألم يهزكم اعتقال أخيكم العالم عبد العزيز الطريفي فرج الله كربه لقوله كلمة حق، ألم تتعلموا فيما تعلمتموه أن من أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر..؟! فاتقوا الله وتوبوا إلى بارئكم وأنقذونا وأنقذوا أنفسكم من فتنة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة، ولا تكونوا كالذين حمّلوا التوراة ثم لم يحملوها فينالكم ما نالهم..
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
ماجد الصالح – بلاد الحرمين الشريفين